الكرم حينما يتجاوز حده ينقلب إلى تبذير.
الشجاعة حينما تتجاوز حدودها تنقلب إلى تهور وتهلكة ومغامرة ومجازفة.
التعلم حينما يتجاوز حدود طاقة العقل ينقلب إلى جهل وجنون خفي أو بارز.
العبادة حينما تتجاوز حدودها تنقلب إلى قساوة وتحجر وشقاء ولذلك قال الله تعالى لرسوله (ص): {طه، ما أزلنا عليك القرآن لتشقى} أي خَفِّفْ من عبادتك ولا تشقى على نفسك وجسدك.
المقاومة ضد المحتل حينما تتجاوز حدودها تنقلب إلى عصابة، ومافيا، وبندقية للإيجار، وزمرة مرتزقة.
كل شيء في هذه الحياة مرتبط بشروط حينما يفقد الشيء شروطه يفسد ويبطل ولو كان أمراً مقدساً.
س : فما الفرق بين الحب والعشق؟
ج : العشق تبذير بالحب وكل تبذير حرام، وكل حرام يقود للهلكة في الدنيا والآخرة.
إقرأ أيضًا: روايات إسرائيلية أم إسلامية؟
من حقك أن تُحب حزبك وقائدك وفقيهك لكن حينما تعشقه فإياك بعده أن تقول لي بأنك إنسان محمول بعقل علمي، يناقش الأمور بالبينات والأدلة والبراهين من دون أن يقوده عشقه إلى مَسْخِ البينات وتحريف الأدلة وتمييع البراهين لكي تكون لصالح معشوقه الحزب + القائد + الفقيه فَتُصْبِح بعدها مشركاً بالله تعالى كما وصفك سبحانه بقوله:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} سورة البقرة.
وتكون كمن وصفهم الإمام علي (ع) بقوله: "وَمَنْ عَشِقَ شَيْئاً أَعْشَى بَصَرَهُ - (أي أعمى بصره) - وَأَمْرَضَ قَلْبَهُ، فَهُوَ يَنْظُرُ بِعَيْنٍ غَيْرِ صَحِيحَةٍ، وَيَسْمَعُ بِأُذُنٍ غَيْرِ سَمِيعَةٍ".
مخلوقات بشرية نادرة جدا في هذه الحياة تلك التي تناقش وتحاور بعقل علمي متحرر من التأثر بعامل المال، وعامل البيئة التي وُلِدَ فيها، وعامل التراث الديني والمذهبي الذي يتمسك به بالوراثة، وعامل العاطفة على الأولاد، وعامل حب الذات والأنا، وعامل حب المناصب والرواتب والشهرة والسلطة والنفوذ والأمر والنهي، عرفتني تجربتي في الحياة الدنيا على فقهاء كانوا زاهدين زهد الأنبياء بطعامهم وشرابهم وأثاث بيوتهم وملابسهم لكنهم سقطوا سقوطا بشعا بعد عشقهم لأولادهم فقادهم العشق لتمييزهم مادياً من أموال الزكاة والخمس والصدقات والكفارات والتبرعات!!!!!.
وعرفتني تجربتي في الحياة الدنيا على فقهاء كانوا من أهل الزهد والعبادة لكنهم سقطوا سقوطا بشعا بعد عشقهم للسلطة والشهرة فقادهم العشق للسكوت عن كل حرام وجريمة ومجزرة ومنكر ارتكبها رجالهم وأنصارهم وأحزابهم لأجل أن تبقى سلطتهم مصونة وشهرتهم محمية.
الدنيا والدين مليئان بالأسرار العصية على الفك والحل.