لا شك أن قضية إختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي وما يثار حولها والضجة الدولية التي أحدثتها وانعكاسها على العلاقات السعودية الأميركية من جهة والسعودية التركية من جهة أخرى تعتبر حدث بغاية الأهمية لما يحمل من تبعات كبرى تتخطى كونها حالة إنسانية فردية.
يبقى في خضم الضخ الإعلامي الهائل الذي طال القضية، والأسرار الكبرى التي لا تزال حتى اللحظة بدون أجوبة شافية من كل الأطراف المعنية بالقضية، والمطالبة بأجوبة واضحة وسريعة بالخصوص من الجانب السعودي كونه المستهدف الأول من كل العملية.
إقرأ أيضًا: الضاحية وبراز الحوزة
واضح أن سيناريو مخابراتي دولي من الصنف المحترف يقف خلف القصة، واختيار شخصية مثل خاشقجي بحجمه وحضوره الإعلامي الكبير وما يمثله من نقطة تقاطع مشتركة سعودية أميركية بكونه يحمل كلا الجنسيتين وإدخال الأتراك معهما بكون الحادثة حصلت على أراضيها مما يعزّز فرضية أن المطلوب هو إحداث شرخ ثلاثي الأبعاد يستفيد منه فقط أطراف متضررة من تقارب هذا المثلث المرعب.
من الصعوبة بمكان الكتابة عن حادث أمني ضخم بهذا الحجم من دون إمتلاك معطيات ومعلومات موثقة هي بعيدة المنال ومستحيلة في مثل هذه الأمور حتى لأقرب المقربين من دوائر القرار بسبب حساسية الموضوع وطبيعته التي تفرض انحساره في الدوائر الضيقة جداً فقط.
إقرأ أيضًا: لبنان ليس العراق، لأن الضاحية ليست البصرة
يبقى أن الملفت في كل ما يقال وما ينشر حول إختفاء جمال خاشقجي والروايات المتضاربة والتناقضات إلى حدود بعيدة جداً، هو وجود "خطيبة" الرجل معه!! ولم أفهم هذا المصطلح الغريب عن التقاليد والعادات السعودية، فلا هي زوجته الثانية، ولا هي "صاحبته" ولا صديقته ..
والسؤال الذي لم يفارقني منذ بداية "الفيلم" هو: لماذا لم تدخل معه إلى القنصلية؟؟ وبقيت بالخارج تنتظره؟؟ وبعيداً عن المحمولات السياسية والأمنية للقضية وانعكاساتها، لا بد من طرح سؤال شخصي عن شعور زوجته الأولى بعد انكشاف علاقة الرجل بإمرأة أخرى كانت مجهولة عند عائلته كما صرّح نجله؟؟ وأخشى ما أخشاه أن يكون سبب إستمرار إختفاء الرجل هو لأسباب عائلية ليس إلا.