أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ياسين جابر أن "المشكلة الأساسية تكمن في أن الجميع يركّز على مؤتمر "سيدر" فقط ويتناسى المؤتمرات الثلاثة التي عُقدت في الفترة نفسها"، معتبراً أن "مؤتمر "سيدر" هو عبارة عن استثمار وقروض للإستثمار والبنى التحتية وغيرها، فيما "مؤتمر روما" هو لدعم لبنان في المجال الأمني، و"مؤتمر بروكسيل" هو لدعم لبنان في ملفّ النزوح".
ولفت جابر، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، الى أن "مؤتمر "سيدر" مثلاً، ورغم أنه لدعم لبنان، لكن لا يمكن التعاطي معه وكأن الدول المانحة قامت بفتح حساب للبنان في المصرف، ويمكننا أن نحصل عليها في أي وقت"، لافتاً الى انه "لا، الأمور ليست هكذا أبداً، إذ إن التعهدات التي أُعطيت لنا هي أولاً مشروطة بخطة إصلاحية واضحة تضعها حكومة، مع الإصرار على الإصلاح الهيكلي، فكلّ الدول تعلم أن قوانين الإصلاح الهيكلي موجودة في لبنان، فيما المطلوب هو الإلتزام السياسي بتطبيقها".
كما ذكر جابر ان "التخوّف حالياً لا يتعلّق بما إذا كانت أموال "سيدر" ستُلغى أو لا، بل يبقى الخوف من أن يتلاشى مع الوقت الإهتمام الدولي بلبنان"، منوهاً الى ان "المطلوب من اللبنانيين حالياً هو أن نُظهر أولاً جدية والتزاماً بأننا فعلاً نرغب بمعالجة وضعنا، لأن الدول التي قدّمت أموالها في "سيدر" حريصة على مساعدة لبنان في تجاوز الأزمة. وهنا دور اللّبنانيين، لأن دول الخارج لن تقوم بالدور المتوجّب علينا".
وحذّر جابر من أن "دول العالم تملّ مع مرور الوقت، ولا يعود اهتمامها بلبنان بالوهج نفسه. ولذلك، كانت الجلسة التشريعية التي عُقدت مؤخراً مهمّة جداً، والرئيس بري استعجل في عقدها، لأنها تُرسل رسالة واضحة على اهتمام لبنان بما التزم به على خلفية مؤتمر سيدر"، لافتاً الى ان "السفراء ومدراء المؤسسات مثل البنك الدولي وغيره لديهم مشكلة في الدفاع عن لبنان أمام حكوماتهم ومجالس الإدارة التي يتبعون إليها، بسبب الوضع السياسي في لبنان، فيما دول الخارج بدأت تقول إذا كان اللبنانيون لا يريدون الأموال، فإن دولاً أخرى تحتاجها، فمليارات "سيدر" هي وعود، واذا لم تُترجم الى عقود وتُصدّق في الحكومة ومجلس النواب، لا تكون مُلزمة لأي جهة دولية".
وختم جابر بالقول ان "المسؤولية السياسية مطلوبة، وكما يقول الرئيس بري، يتوجّب على كلّ القوى أن تضحي قليلاً في السياسة، لأن ذلك أفضل من أن نضحي بالبلد".