استهل الكلام بقول للمعلم الشهيد كمال جنبلاط "علمتني الحقيقة أن أرى جمال التسوية".
يدور الحديث عن تسوية حكومية تلوح في الأفق وبعض المصادر القريبة من المشاورات تعتبر ان هذه التسوية هي امتداد للتسوية التي انجزت في العراق والتي تتوجت بانتخاب رئيساً للجمهورية وتكليف رئيساً للحكومة، وبرأي المصادر نفسها ان التسوية العراقية ستمهد حتماً الى تسوية لبنانية.
إقرأ أيضًا: لعبة شد حبال في فصل جديد… وعودة إلى المربع الأول
حقيقة التسوية ثابتة، فلبنان بلد محكوم بالتسويات، بغض النظر عن رفع السقوف والضغوط والضغوط المضادة التي يمارسها كل فريق في سياق تحسين مواقعه الحكومية، وإزاء الظروف التي يمر بها البلد فالجلوس الى طاولة الحل تشكل امر حتمي خصوصاً أن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية باتا يشكلان عبئاً ضاغطاً على الجميع ولم يعد من الجائز إضاعة الوقت وممارسة الترف السياسي، لانه مهما حاولت الاطراف السياسية ان تمارس شطارتها وبهلوانياتها لكن التركيبة اللبنانية محكومة بمعادلة ثابتة هي صيغة "لاغالب ولا مغلوب"، وعلى هذا الاساس ستكون التسوية الحكومية محكومة بتلك الصيغة حتماً. علماً أن الصراع السياسي سيبقى قائماً حول العديد من القضايا، وينتقل من الصراع على الحصص والاحجام الى قضايا اخرى. ربما يكون عنوانها اعادة تموضع بعض القوى وإجراء بعض المصالحات بين بعض القوى المعارضة للتيار ورئيسه جبران باسيل والتي بدأت مقدماتها تأخذ طابعاً جدياً وبالتحديد موضوع المصالحة بين القوات والمردة، وهذا بدوره سيفتح آفاقاً جديدة على الساحة المسيحية، وهذه المصالحة حتماً سيكون لها ابعاد عديدة واهم هذه الابعاد توافق الطرفين في فرض معادلة مسيحية معارضة لطموحات جبران باسيل وتهدف الى قطع الطريق لوصوله الى رئاسة الجمهورية.
إقرأ أيضًا: التهديدات الإسرائيلية تسرّع تشكيل الحكومة!
وحول عملية تشكيل الحكومة فبعض المصادر الرفيعة المستوى، لا تزال تتمسّك بالإيجابية التي أبداها الرئيس سعد الحريري بالتوافق مع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس نبيه برّي، وبحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن هذه الإيجابية مبنية على معطيات متعددة داخلية وخارجية، توحي بأن هناك فرصة حقيقية للوصول إلى تشكيلة حكومية توافقية ترضي مختلف القوى، ولذلك لا بد من إيجاد المخارج الملائمة لمواكبة التطورات ولجم أي تدهور قد يطرأ، لأجل إعادة مفاوضات التشكيل إلى السكة، وبلورة الطرح مجدداً للوصول إلى تشكيلة حكومية يرضى بها الجميع، بحيث تلقى لبنان رسائل مختلفة في الأيام الأخيرة من الخارج تحضّ على ضرورة الخروج من دوامة المراوحة.