إنه موسمُ عرضِ العضلات بين روسيا وأميركا،
وبين إسرائيل وإيران،
إنه موسم قرعِ طبول الحرب في مخطط إعادة ترسيم الحدود والنفوذ بين القوى الكبرى،
إنه موسم بيع الأسلحة والتجارة المربحة.
بالأمس قامت روسيا بأضخم مناورات عسكرية لعرض أسلحتها وعضلاتها، وها هي قوات حلف شمال الأطلسي ترد بأكبر مناورات عسكرية على طريقتها.
وها هي إسرائيل تهدّد لبنان، بعدما أقفلت روسيا جزئياً الأجواء السورية أمام المقاتلات الاسرائيلية، إذ إنّ الاقفال الآمن للأجواء يحتاج الى 8 بطاريات «اس-300» فيما لم تزوّد روسيا القوات السورية سوى ببطارية واحدة.
وها هي موسكو تكشف انها جرّبت في خلال حربها في سوريا 200 سلاح جديد من طائرات ومروحيات وصواريخ وأنظمة إلكترونية وتشويش، وعدّلت أو طوّرت ما وجب تعديله أو تطويره، وانها نتيجة ذلك باعت أسلحة الى دول عدة بمليارات الدولارات.
عسكرياً، تفيد تقارير استخبارية انّ إسرائيل لن تتوقف عن ضرب أهداف إيرانية وتابعة لـ«حزب الله» في سوريا، وانها قادرة على التغلب على الـ«اس-300» في سوريا من خلال تكتيكات مضادة، واستخدام طائراتها الشبح (إف-35) الجديدة، كما يمكن لإسرائيل إطلاق صواريخ كروز أو صواريخ مضادة للرادارات لتدمير الـ«اس-300»، فلماذا بدّلت إسرائيل خططها وتهديداتها في اتجاه لبنان؟
والسؤال الأهم، ما هي مصلحة إسرائيل في فتح باب جهنّم عليها وعلى أعدائها في لبنان، طالما أنّ أحداً لم يطلق عليها رصاصة من لبنان، كما أنّ أحداً لم يردّ من لبنان على ضرباتها المتكررة في سوريا؟
لا شك في انّ إسرائيل تطلق مجموعة رسائل من خلال التوتير الاعلامي مع «حزب الله»، أبرزها:
أولاً، رفع منسوب الحرب النفسية.
ثانياً: تهيئة الرأي العام العالمي لتقبّل ضربة عسكرية أو حرب على «حزب الله». وتشير تقارير دولية الى انّ إسرائيل ستهاجم الحزب في لبنان في حالتين: إذا ضعفت قدراته أو فاضت قوته.
ثالثاً، التهويل بهدف الضغط على الدول الاوروبية للتدخل لدى روسيا لمعاودة احترامها الخطوط الحمر الاسرائيلية في سوريا، وذلك من خلال التهويل بأنّ أوروبا ستغرق بمئات آلاف النازحين السوريين اذا وقعت الحرب بين اسرائيل ولبنان.
إسرائيل تدرك جيداً انها قادرة على دفع أثمان خطوطها الحمر في سوريا، لكنها تدرك ايضاً انّ الاثمان قد تكون باهظة جداً في حال تورطها في رمال مغامرة جديدة مع لبنان.
ومع ذلك، فإنّ أيّ خطأ في الحساب قد يُشعل المنطقة المتوترة أصلاً.