أعطى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ضوء أخضر إلى السعودية عبر تغريدته على تويتر خلال رده على إهانة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للملك سلمان قائلاً:" ان الرئيس ترامب يحقر دوما السعوديين عبر التصريح بانهم لا يستطيعون البقاء لاسبوعين بدون دعم الولايات المتحدة. هذه مكافأة الوهم بأن الأمن يمكن تأمينه بالاستعانة بالخارج. "
وأضاف ظريف: " ولمرة أخرى إننا نمد يد الصداقة إلى جيراننا ونقول لهم تعالوا نصنع منطقة قوية ونوقف هذه الغطرسة الأميركية. "
جاء رد الوزير ظريف على إهانة الرئيس الأميركي للمملكة في مرحلة دقيقة ويتضمن رسالة بالغة الأهمية إلى الولايات المتحدة وإلى بلدان الخليج العربية معاً ولكن بمضامين مختلفة. ذلك لأن إيران تحاول من جهة دحض المزاعم الأميركية التي تسعى إلى إظهار الجمهورية الإسلامية كمصدر رئيس لتهديد أمن بلدان الخليج ليعبد الطريق أمام ابتزازهم لتلك الدول وعلى رأسها المملكة السعودية.
إقرأ أيضًا: إيران انتصرت في محكمة لاهاي
ومن جهة أخرى أرسل الوزير ظريف رسالة سلام ومصالحة إلى المملكة السعودية ليطمئنها من أن إيران ليس لها مصلحة في إضعاف السعودية و تهديدها ودفعها إلى التحالف مع الولايات المتحدة.
وبالرغم من إنشغال إيران والمملكة في مجابهات عدة هنا وهناك ولكن يبدو أنهما بحاجة إلى تطبيع العلاقات وترك المجال إلى الدبلوماسية لحل الخلافات. فإن المواجهات العسكرية لن تؤدي إلى نتائج ايجابية.
إن رسالة ظريف الدبلوماسية والتصالحية تستحق ردّاً مماثلاً من المملكة العربية السعودية. إن أي رد إيجابي لهذه الرسالة سينعكس ايجابياً على الرأي العام الإيراني والنظام ويتيح لعودة الدبلوماسيين إلى ملف العلاقات الثنائية أو عودة الملف إليهم.
إن رهان أي من إيران والسعودية على إنهيار الآخر أو هزيمته رهان خاسر.
إذ إن قواعد السياسة الدولية أصبحت واضحة حالياً أكثر من أي وقت مضى. فإن القوى الكبرى أصبحت بحاجة ماسّة إلى خلق مصادر لتهديد أمن الدول الثرية النفطية من أجل بيع السلاح لهم وإنعاش الصناعة العسكرية الغربية مما يعني أن خلق مصادر للتهديد في منطقتنا يساوي خلق فرص جديدة للشغل في بلدانهم.