استهل الأمين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري، جولته في طرابلس وعكار، بزيارة دارة المفتي القاضي اسامة الرفاعي، حيث بحث معه التطورات السياسية والشؤون الشمالية، في حضور عضو المكتب السياسي ل"تيار المستقبل" سامر حدارة ومنسقي طرابلس وعكار ناصر عدرة وخالد طه.

وفي عكار، تفقد الحريري دائرة الاوقاف الاسلامية في حلبا، حيث كان في استقباله رئيسها الشيخ مالك جديدة واعضاؤها، قبل أن ينتقل وإياهم لتأدية صلاة الجمعة في مسجد حلبا الكبير.

ثم لبى دعوة رئيس قسم محافظة لبنان الشمالي لقمان الكردي، إلى غداء تكريمي أقامه على شرفه في بلدة البرج، في حضور النواب: وليد البعريني، هادي حبيش، طارق المرعبي ومحمد سليمان، ممثلة النائبة ديما جمالي المحامية دانيا الكيلاني، النائب السابق قاسم عبد العزيز، رئيس مجلس الدفاع الاعلى اللواء سعدالله حمد، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، المفتي الرفاعي، ممثل عن مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون عكار خالد الزعبي، عدد من أعضاء المكتبين السياسي والتنفيذي في "تيار المستقبل" وفاعليات.

وبعد تقديم من الزميل عامر الشعار، رحب الكردي بالحريري "بين اهله وفي بيته"، مشيدا ب"مواقف الرئيس الحريري"، ومتمنيا "أن تبصر الحكومة النور في أسرع وقت كي تبدأ عجلة الإنماء".

وألقى الرفاعي كلمة توجه فيها إلى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بالقول: "سر على بركة الله، وخذ الخيار الذي تراه حافظا لحق الوطن ولحقك ولحق من معك ولمن التزموا بنهجك، واذا اخذت الخيار الكريم، وان كان صعبا، فنحن بطبيعتنا نتعشق ركوب المحن".

أما الحريري فشكر الكردي على دعوته، وقال: "الرئيس سعد الحريري في مقابلته مع مارسيل غانم، كان واضحا وصريحا، يتكلم من دون كفوف، ويعلن من جديد ثوابت تيار المستقبل في الحفاظ على اتفاق الطائف وضمان السلم الاهلي والمحافظة على اقتصاد البلد وعلى الليرة، ويقول ان هذا البلد هو بلد التسويات المرحلية، ولا يمكن أن يُحكم بالخلافات، لأن تركيبة هذا البلد هي تركيبة توافقية تحتم على الجميع التعاون من أجل تسيير مصالح الناس".

أضاف: "الرئيس الحريري مصر على تشكيل حكومة تضم كل الاطراف السياسية، لان المرحلة تستوجب أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم، واجب كل الاحزاب والاطراف ان تشبك الأيادي، لأن الويلات إذا حلت على البلد، ستحل على كل البلد، وكل الشعب، وليس على طرف بعينه. ومهما علا صوت البعض، ومهما هددوا وحاولوا اقصاءنا، نقول لهم ان الرئيس سعد الحريري لا يخاف الا من ربنا سبحانه وتعالى، ولا ينحني الا لربنا سبحانه وتعالى، وهكذا كان رفيق الحريري من قبله رحمه الله، لان ايمانهما كبير بهذا البلد، وايمانهما كبير بديننا الصحيح الذي هو عزتنا وكرامتنا".

وفي الختام، القى الشاعر عبد الرحمن عبيد قصيدة، وقدمت سيدة الاعمال محمدية طالب درعا تقديرية للحريري.

من البرج، انتقل الحريري إلى مقر "تيار المستقبل" في خريبة الجندي، حيث مثل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في حفل تكريم الحجاج الذي نظمته منسقية عكار، في حضور حاشد.

بعد تلاوة من الذكر الحكيم للمقرئ الشيخ طه الزعبي، ألقى الشيخ زياد عدرة كلمة أثنى فيها على "المبادرة الطيبة والمباركة بتكريم حجاج بيت الله الحرام".

ثم ألقى الحريري كلمة الرئيس الحريري، وهنأ فيها الحجاج بإتمام فريضة الحج، موجها "الشكر إلى المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على مكرمتهم للحجاج اللبنانيين، وعلى ما قدموه لنا ولكم، عبر سفارة المملكة في لبنان، من جهد ودعم كي نكون معا في خدمة الحجاج وتسهيل أمورهم".

وقال: "بالأمس سمعنا الرئيس سعد الحريري يقارب تأليف الحكومة وكل الملفات بمسؤولية وطنية، كي يقول "صار الوقت" كي يتواضع الجميع ويضحي ويتحمل مسؤوليته في إنقاذ لبنان والنهوض بواقعه الاقتصادي والاجتماعي والخدماتي".

وشدد على أن "ال10 أيام التي حددها الرئيس الحريري لتأليف الحكومة برسم الجميع، البلد ما عاد يحتمل ترف حقيبة بالزائد أو بالناقص، وكلام الرئيس المكلف جرس إنذار للجميع، بأن وقت الجد قد حان، ولم يعد هناك من هامش للمناورة أو المغامرة، فلا يعقل أن تكون مشاريع "سيدر" تنتظر على باب تأليف الحكومة، من أجل إنماء المناطق والنهوض بالاقتصاد وتأمين فرص العمل للبنانيين، ونحن نقفل الباب، ونتلهى بخلافاتنا من أجل وزارة من هنا أو وزارة من هناك".

وأكد أن "هناك فرصة ذهبية اليوم لتزخيم التسوية وتحصينها بالتوافق السياسي، وبالتالي وضع البلد على سكة النهوض الاقتصادي، والجميع أمام مسؤولية تلقف هذه الفرصة. وكما رأينا في كلام الرئيس الحريري الذي يعبر عن "تيار المستقبل" ونهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حماية البلد أهم من أي شيء آخر، رغم أن الفريق الآخر تمادى وما زال يتمادى، ولكن السؤال: هل المواجهة هي الحل؟ أم أن نتيجة المواجهة ستكون كارثية على البلد والاقتصاد والناس"؟

وختم: "من أجل ذلك، اخترنا الصبر والحكمة والعقل لإدارة الأزمة وإدارة الخلاف، بعد ان اختبرنا كل وجوه الأزمة وتداعياتها في السنين الماضية، والسياسة فن الممكن، إلى أن يخلق الله ما لا تعلمون".

وكان تخلل الحفل وصلات إنشادية لفرقتي "الزهراء" و"الانوار المحمدية"، كما تم تقديم دروع للأمين العام ل"تيار المستقبل" من عدد من الحجاج.