و "بليلة ما فيها ضو قمر" حصلت التسوية السياسية في العراق، وتم التوافق بسحر ساحر على تسمية برهم صالح رئيس للجمهورية، وتم تكليف عادل عبد المهدي لتأليف الحكومة.
معروف أن التسوية العراقية سقطت من الأعلى وكانت بالتوافق بين الدول أصحاب القرار ولم تكن البتة نتاج تفاهمات داخلية بين الفصائل والكتل العراقية، والحديث هنا لا يخفى على متطلع بأن التسوية هي نتيجة توافقات إيرانية أميركية بالدرجة الأولى.
إقرأ أيضًا: ماذا لو اعتدت إسرائيل على الأوزاعي؟
وهذا يأخذنا إلى سؤالين مشروعين وأكثر من ضروريين، وهو عن الرضوخ الإيراني بالعراق؟؟ والسير بتسوية للأميركي حصة الأسد فيها، في لحظة إحتدام الهجوم الأميركي على إيران وعشية العقوبات الأكثر إيلاماً منذ إنتصار الثورة الخمينية مما يهدّد النظام الإيراني واستمراره.
والسؤال الثاني هو هل ما حصل بالعراق سينسحب على الوضع اللبناني كما قال أكثر من محلل وكتب أكثر من كاتب؟ وكما إعتقد الرئيس المكلف سعد الحريري وإبدائه تفاؤلاً بقرب التشكيل الحكومي، هذا التفاؤل الذي لم يستمر لأكثر من سويعات قبل أن ينسفه جبران باسيل بمؤتمره الصحفي.
إقرأ أيضًا: برافو حزب الله
مؤتمر باسيل الصحفي والمعايير التي حملها والعقد الإضافية التي أطلقها، قد تكون هي الجواب الأوضح على السؤال الثاني، وأن ما حصل بالعراق لا يعني بالضرورة أنه سيحصل بلبنان، وما قبلت به إيران هناك ليست مضطرة لقبوله هنا.
أما الجواب على السؤال الأول، فهو أن الإيراني بالعراق هو محل تجاذب سياسي، ففي حين أن البصرة انتفضت لكرامتها وأهل البصرة قالوا كلمتهم (إيران برا برا)، مما جعل الإيراني في وضع يكون أقصى طموحه هو الإحتفاظ بالحد الأدنى من مكاسبه السياسية، في حين أن لقاء سيدة الجبل يُمنع في لبنان لأن عنوان إنعقاده يتناول الوصاية الإيرانية على لبنان، وأهل الضاحية (بصرة لبنان)، يشربون المياه الآسنة والملوثة بالبراز البشري من دون أن يحرّكوا ساكناً!!!