لطالما عانى المجتمع الانساني بعامة والمجتمع الشرقي العربي والاسلامي بخاصة من عقدة الزعيم المقدس أو الزعيم المتأله فعاث فسادا في الارض وفي الناس، والناس ألفت هذه العقدة فتفاقم خطرها الكارثي على العقول النفوس والالسن.
فتعطلت العقول فأصبحت متلقية لا مفكرة ومحللة وماتت النفوس خضوعاً وذلاً وحقارة وأنطلقت الالسن بإغداق الكلام الفارغ بالتعظيم والمدح وإظهار الزعيم المتأله كمعصوم من المعصومين (ع) أو نبي من الانبياء (ع).
هذا والقرآن الكريم يصدح بنيتا وفينا بأن لاطاعة مطلقة لمخلوق إلا بنص قرآني أو نبوي واضح وصريح ( وأطيعوا الله ورسوله واولى الامر منكم) ،(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)
وعليه فلا طاعة مطلقة لغير هؤلاء (ع) ولا قداسة لغير هؤلاء ولا استجابة مطلقة إلا لهم الذين هم تحت المجهر الرباني ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) ( ولو تقول علينا بعض الاقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين) أما غيرهم مهما علا شأنهم علميا ,سلطوياً ,مالياً ,فهم تحت المجهر البشري فضلا عن المجهر الرباني اي تحت المحاسبة البشرية لكل افعالهم وتصرفاتهم واقوالهم والميزان معهم .. ان قربوا من الرسالة نحن منهم اقرب وان بعدوا عنها نحن عنهم ابعد فلا قداسة لهم بالمطلق ولا طاعة لهم بالمطلق انطلاقاً من حديث رسول الله (ص) عدو محمد عدو الله ولو قربت لحمته وحبيب محمد حبيب الله ولو بعدت لحمته )
وبناء على ما تقدم فالرسالة ومن جعلهم الله حفظة عليها بالتعيين هم فقط المقدسون وادعاء القداسة لغيرهم هراء وسخف لا يعترف به الاسلام بالمطلق .
الشيخ حسان رطيل