أنهت اللجنة التنسيقية لمسيرات العودة وكسر الحصار، استعداداتها لتعزيز وحشد أكبر قدر ممكن من المتظاهرين باتجاه الحدود الشرقية، وهذا ما عكسته النداءات المتكررة للمواطنين عبر مكبرات الصوت والمساجد في غزة، للمشاركة في جمعة «الثبات والصمود»، والتي أكدت أنها اتخذت قراراً بتصعيد المسيرة والحشد بشكل فاعل، للرد على أمرين أساسيين: الأول، كما يقول عصام حماد، نائب رئيس اللجنة التنسيقية الدولية لمسيرة العودة، هو عدم استجابة دولة الاحتلال لمطالب الفلسطينيين، المتمثلة بالعودة إلى أرضهم وديارهم، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ اثني عشر عاماً. والأمر الثاني، هو عدم وصول جهود التهدئة إلى أي نتائج ملموسة حتى اللحظة.
ولم يتبق لدى أهالي قطاع غزة، كما يضيف حماد، سوى الاستمرار في مسيرة العودة، وتصعيد هذا الجهد بكل الوسائل الممكنة، في ظل عدم وجود آفاق لأي حلول تطرح عليهم.
ويحرم القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، استخدام القوة المفرطة وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين، الذين ابتدعوا وسائل شعبية لمقاومة الاحتلال، وشكلوا وحدات ولجان مستمرة، منها «وحدات الإرباك الليلي» التي تبدأ عملها مع ساعات الليل؛ حيث تعمد إلى إرباك جنود الاحتلال، من خلال استخدام الألعاب النارية، والليزر، وصفارات الإنذار، بالإضافة إلى وحدات «الكاوتشوك»، التي تنشط بشكل ملحوظ أيام الجمعة، وتقوم بجمع الإطارات المطاطية وإشعالها، والتشويش على قناصة الاحتلال، ووحدات قص السلك، ووحدات البلالين الحارقة.
وقد أكد حماد، أن الفلسطينيين اتخذوا قرارا باستخدام كافة الوسائل الشعبية التي لا يحرمها القانون الدولي، من أجل إرغام دولة الاحتلال على الإذعان لحقوق الشعب الفلسطيني. وقال: «قد نرى في الأيام المقبلة تصعيداً لهذه الوسائل، وابتكاراً لوسائل جديدة».
مسيرات العودة تحولت إلى خيار استراتيجي للفصائل الفلسطينية، ومنها حركة حماس. ويتمثل الأمر في خمس نقاط حدودية اختيرت من قبل لجنة فصائلية، وذلك من أجل الضغط على إسرائيل.
فقد انتهت حوارات القاهرة مع حركة حماس دون أن تفضي إلى نتائج ملموسة على الصعيد السياسي بشكل خاص. فجاء قرار تصعيد المظاهرات الشعبية على السياج الحدودي، الذي قابلته إسرائيل بمزيد من التعزيزات، وحشد مزيد من قواتها وبطاريات القبة الحديدية، تحسباً لأي تصعيد على حدود غزة.
على الأرض، لا تزال خيام العودة قائمة، بأسماء المدن التي هجر منها الفلسطينيون، ويمكن ملاحظة وجود بعض الباعة المتجولين الذين يجوبون المكان لكسب الرزق، بينما تشهد تلك المناطق الحدودية مظاهرات محدودة، لعدد من الشبان قبل يوم واحد من بدء المظاهرات.
وتقول مصادر فلسطينية، إن الفصائل أتمت الاستعدادات اللوجستية، من أجل الحشد الأكبر. ومن المقرر أن يلقي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، المنتخب حديثا، زيادة النخالة، كلمة مركزية في مخيمات العودة، سيتناول فيها الوضع الراهن ومظاهرات العودة على السياج الحدودي.
وتتوقع هذه المصادر مزيدا من المظاهرات الحدودية خلال الأيام والأسابيع المقبلة.