وكتب رامون بليكوا في تغريدته "شكرا لجميع الذين اطمأنوا على صحتي. لقد شعرت بوعكة هذا الصباح، واضطررت إلى إلغاء اجتماعات عدة".
وأضاف بليكوا، في تعليق، مرفق بصورة خبر باللغة العربية "شخص طبيب اليونيسف الحالة أنها بسبب تلوث المياه. لم أكن أنوي الذهاب إلى هذا الحد بالتضامن مع أهل البصرة، ولكن الأكيد أنني أشارككم شعوركم الآن".
وكان بليكوا يجري جولة تفقدية على المشاريع الخدمية في مدينة البصرة التي تشهد أزمة صحية غير مسبوقة، نقل على أثرها أكثر من 90 ألف شخص إلى المستشفى، بعدما تسمموا بالمياه الملوثة، بحسب ما أفادت المفوضية العليا العراقية لحقوق الإنسان.
وشهدت المحافظة احتجاجات دامية، بدأت في يوليو الماضي ضد الفساد وانعدام الخدمات، ثم اتخذت منحى تصاعديا أسفر عن مقتل 12 متظاهرا خلال أسبوع واحد.
أزمة غير مسبوقة
وكانت حشود عراقية غاضبة خرجت إلى شوارع البصرة، في احتجاجات تعكس افتقار المحافظة الغنية بالنفط إلى خدمات أساسية تؤمن احتياجات مواطنيها، الذين حرمتهم إيران من مياه نظيفة صالحة للشرب والزراعة.
فمنذ شهر يونيو الماضي ارتفعت نسبة الملوحة (أو ما يعرف بالمد الملحي) القادمة من الخليج العربي إلى شمال نهر شط العرب، وهو مصدر المياه الوحيد لمحافظة البصرة.
وتزامنت الأزمة مع قطع تركيا وإيران تدفق المياه من نهر دجلة وروافده إلى العراق بحجة ملء سدودهما، مما أدى إلى قلة المياه القادمة إلى نهر شط العرب.
ويتكون شط العرب من التقاء نهري دجلة والفرات شمالي محافظة البصرة، ونتيجة لقراري تركيا وإيران انخفض منسوب المياه في النهر، الأمر الذي سمح له بزيادة استقبال مياه الخليج العربي المالحة.
ولم يحرك نظام الملالي ساكنا، وهو يشاهد احتجاجات سكان دولته الجارة، التي تقترب من شبح نقص مياه حاد لم تواجهه من قبل في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة.
وما زاد الطين بلة هو مواصلة الجانب الإيراني إلقاء مخلفات في مياه شط العرب تزيد من ملوحة وسمية النهر.
وحتى الآن لم تجد الحكومة حلا لهذه الأزمة، التي أثرت اجتماعيا وصحيا واقتصاديا على أهالي البصرة، ووصل تأثيرها إلى المحاصيل الزراعية بعدما تضررت الأراضي من ملوحة المياه، كما تأثرت الثروة السمكية.