قال الزعيم الروسي فلاديمير بوتين ذات يوم بأنّه لن يسمح بأن يلقى بشار الأسد مصير صدّام (حسين) والقذافي (معمّر).
ونعم الرّفقة، ومن تحت ركام هذه الدكتاتوريات نقول: ألا لعنة الله والتاريخ عليك يا غورباتشوف (آخر رئيس للاتحاد السوفيتي)، فلو كان الزعيم بوتين على رأس الاتحاد السوفيتي أواخر القرن العشرين، لما سقط الزعيم تشاوشسكو ، ولما تفكّك الاتحاد وقامت جمهوريات جديدة، جالبة للهمّ والمشاكل كأوكرانيا، ولظلّ العلم الأحمر مرفرفاً، والحزب الواحد مُسيطراً، والأمين العام قائداً أوحد، ولدامت الحرب الباردة، (فهي خيرٌ ألف مرّة من الحروب الساخنة المتنقّلة)، ولظلّ مُناضلو العالم الثالث يعرفون وُجهتهم في مقارعة الامبريالية الأميركية ومُساندة الاتحاد السوفيتي، حامي الشعوب المضطهدة، ولما تجرّأ الدكتور فارس سعيد على طلب تنظيم اجتماع سياسي في قلب مدينة بيروت لمناهضة الامبريالية الإيرانية الناشئة، ولما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من اختلاط الحابل بالنّابل في طول البلاد العربية والإسلامية: بقايا إسلام مُتصلّب ومُتحجّر قادم من عُمق الجزيرة العربية، على بقايا أحزاب قوميّة عفا عليها الزمن، وبقايا شيوعيّين تائهين حائرين، وشذرات من سيرة آل البيت النبوي قادمة من بلاد فارس وفق أماني وطموحات الوليّ الفقيه التوسّعيّة.
أمّا الشعوب المغلوبة على أمرها، فواقعة تحت نيران القتل والتدمير والتّهجير، تئنُّ تحت ركام الديكتاتوريات بانتظار الخرائط الجديدة والكيانات المستنسخة.