لازال السجال بين لبنان وكيان العدو الصهيوني على خلفية إدعاء بنيامين نتنياهو وجود صواريخ دقيقة لحزب الله في محيط مطار رفيق الحريري الدولي. وقد ردّ نتنياهو على الجولة التي نظمها وزير الخارجية جبران باسيل للسفراء المعتمدين في لبنان إلى المواقع التي قال إنها تحوي مصانع الصواريخ.
حتى الآن لا أسباب واضحة لهذا الهجوم والسجالات المباشرة من قبل الإسرائيليين تجاه المطار وحزب الله. الجديد في الأمر أن الهجوم الإسرائيلي في هذه المرحلة لا يطال حزب الله فقط. بل يطال الدولة اللبنانية بمؤسساتها الرسمية ومرافقها العامة والحيوية، وبالتالي سيطال البنى الاقتصادية والاجتماعية للبلد. وفي هذا السياق ثمة شيء ما من التفاؤل يلوح في الأجواء، على مستوى تشكيل الحكومة، هذا ما يجمع عليه مراقبون للتطورات الأخيرة على الساحتين المحلية والإقليمية، بالاضافة الى تصريح الرئيس نبيه بري في لقاء الاربعاء الذي اكد على بروز معطى ايجابي لجهة تشكيل الحكومة. لا بل أكثر من ذلك، يبدو أن بعض الأجواء التفاؤلية تتوقع تشكيلاً قريباً جداً للحكومة.
إقرأ أيضًا: ماذا لو نفذ العدو الإسرائيلي تهديده؟!
ولكن ما هي الإعتبارات التي أدت إلى هذا المناخ الإيجابي؟
تتجه الأنظار إلى تاريخ الرابع من تشرين الثاني، موعد فرض حزمة عقوبات أميركية جديدة، الأمر الذي يفرض إيقاعاً جديداً في المعسكر المقابل، ما سيدفع باتجاه تعجيل تشكيل حكومة جديدة في كل من العراق ولبنان حيث النفوذ الإيراني الأبرز في المنطقة. وعلى هذا الاساس، تتوقع مصادر مواكبة أن يتم التأليف قبل هذا الموعد في محاولة للالتفاف على هذه العقوبات. بموازاة ذلك، شكلت التهديدات الإسرائيلية الأخيرة للبنان من قبل رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو وقيادات عسكرية وأمنية إسرائيلية إلى إعادة قراءة لبنانية وتقييم للتطورات تحسباً لأي مغامرات إسرائيلية على لبنان، خصوصاً وأن تصريحات نتانياهو في الأمم المتحدة بدت كأنها محاولة لخلق تعاطف دولي مع إسرائيل وإيجاد مبرر لأي حماقة يمكن أن ترتكبها بحق لبنان، رغم أن كل المعطيات الاستراتيجية والميدانية تتوقع أن إسرائيل تتحضر للقيام بعمل عسكري لكن ليس في الوقت الحاضر مبدئياً، بانتظار بلورة التطورات السورية. الا أنه لربما التهديدات الإسرائيلية قد ينعكس إيجاباً على ملف تشكيل الحكومة التي يمكن أن تبصر النور في أي لحظة، متى تحسّس الفرقاء السياسيون حراجة الموقف.