الشيخ ياسر عودة العالم ورجل الدين الذي ارتبط إسمه بالوعي والتجديد فكانت محاضراته في مسجده المتواضع مثالا لرجل الدين الذي يحاول إنقاذ ما تبقى من الحقيقة على أكثر من صعيد من خلال مناقشات علمية واعية في الشؤون الدينية والإجتماعية والحياتية والتي تمس كل فرد من أفراد الأمة وكل بيئة ومجتمع فيها.
ياسر عودة رجل الدين الشجاع الذي طرح الدين وكل الموروث على طاولة البحث والنقاش ليتبين الصحيح من الخطأ وليتبين الصواب من الخلل، واستطاع أن يؤدي دوره الحقيقي كرجل دين مسؤول وواع تجاه دينه وأمته وشعبه وتجاه الطائفة الشيعية نفسها التي غرقت بالشعارات والأكاذيب بإسم الدين وتحت جنح الروايات المغلوطة التي تركت الأمة في مهب الريح.
أراد الشيخ ياسر عودة أن يصحح المفاهيم، أن يجدد الوعي، أن يحفز العقل بعيدا عن القمع وبعيدا عن التزمت وبعيدا عن الطائفية والمذهبية البغيضة.
إقرأ أيضًا: السيد سامي خضرا واستمرار القمع بإسم الدين
ولأن الشيخ عودة حمل شعار التجديد والتصحيح والإصلاح كان هدفا للسهام من خلال حملات مشبوهة قادتها مجموعة من رجال الدين الأميين من الحواشي والأزلام ومن خطباء آخر الشهر خطباء الدولار، الشيخ ياسر كان هدفاً لأن كلمة الحق في نظر البعض لا يجب أن تقال ولأن التسلط الفكري هو مطلب وهدف لحاشيات المراجع ولأتباع النص الذي يراد منه تخدير الأمة وحبسها في التقاليد والطقوس المشبوهة التي لم تأتِ على التشيع إلا بالويلات والخيبات.
طعن الشيخ ياسر من القريب والبعيد على قاعدة "ما ترك لي الحق صاحبا" لكن الإرادة الراسخة والعقل الراجح وكلمة الحق ستستمر فيعود الشيخ ياسر عودة بالصوت والصورة بالتحدي بالإصرار لأن الوجع المجتمعي هو مسؤولية رجل الدين الحقيقية، ولأن وجع الدين والأمة هو المسؤولية الاساسية لأي رجل الدين، لذلك يعود الشيخ ياسر عودة بصرخته الأخيرة التي تشكل بزمانها ومكانه صرخة كل الوطن، صرخة كل مواطن لبناني لأي طائفة انتمى ولأي حزب انتمى.
إقرأ أيضًا: كيف يكون مقام رئاسة الجمهورية خارج الإنتقادات؟
صرخة الشيخ ياسر عودة الأخيرة دخلت كل بيت لبناني وعبرت عن الحالة التي يعيشها أي لبناني، وكانت الصوت الذي أراده كل لبناني، إلا أنها مع الأسف أخذت نصيبها من الإنتقادات لا سيما من بعض رجال الدين وأصحاب العمائم الأميين عديمي الثقافة والمعرفة بشؤون هذه الأمة يتلطون تحت عباءة الدين ليبثوا المزيد من الجهل والتخلف في صفوف المجتمع فأطلقوا السهام بلباس الحسد والغيرة على الدين والزهراء ولو كان لديهم علم ومعرفة بأخلاقيات الدين والحوار والنقاش لما وصلوا إلى هذه المرحلة من الإنحطاط الفكري والأخلاقي و"لسدوا" هم أنفسهم أفواههم عن النطق بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب ولو علمت هذه العمائم ما تحتها من الحقد والغيرة والحسد والتخلف وما تحتها من المتسلقين والمرائين وأصحاب الحواشي للعنتهم ليلا نهارا.
إن الإساءة للشيخ ياسر عودة لمجرد فكرة أو خطاب أو رؤية أو طرح وبهذه الطريقة الرخيصة من الشتائم والتهكم ومن رجل دين مثله لا تنم إلا عن المستوى السحيق الذي وصل إليه هؤلاء في التعبير عن رؤيتهم وضلالتهم وحسدهم وغيرتهم .
الشيخ ياسر عودة قياسا إلى هؤلاء هو منارة وعلم وسيبقى ونريده أن يبقى صرختنا وضميرنا وصوت وجعنا ولا ينبغي له أن يسكت طالما في هذه الأمة مشايخ ورجال دين من هذا النوع على شاكلة الشيخ أحمد الدر الذي أراد بحجة دفاعه عن السيدة الزهراء أن يشتم بهذه الطريقة الذي يتعالى عنها كل صاحب أخلاق وعلم وورع وتقوى فكيف برجل دين أو صاحب عمامة.