رغم التقدير بأن العدو الإسرائيلي لن يجرؤ على شن عدوان على لبنان، ربطاً بالتوازن الذي أرسته المقاومة، وخاصة منظومتها الصاروخية، إلا أنه لا يمكن التعامل مع خطوة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة، وتوجيهه اتهامات للبنان وحزب الله ببناء معامل للأسلحة في المناطق المأهولة قرب مطار بيروت، سوى كتمهيد لعملٍ عسكري وعدوان إسرائيلي على لبنان، يتمّ خلاله قصف مناطق مأهولة بالمدنيين. وهي السياسة ذاتها التي ينتهجها العدوّ دائماً بخلق الذرائع أمام الرأي العام العالمي للقيام باعتداءات ضد لبنان وقطاع غزّة وسوريا، عبر تلفيق التهم واختلاق الأكاذيب.
وعلى هذا الأساس، بدأ لبنان الرسمي بالتحرك للتصدي للدعاية الإسرائيلية، ومخاطبة الدول المعنية عبر الردّ على ادعاءات نتنياهو. مصادر رسمية لبنانية بارزة أكّدت لـ«الأخبار» أن «كلام نتنياهو من على أعلى منبر دولي ليس أمراً بسيطاً يمكن المرور عليه. اتهاماته جاءت أمام ممثلي دول العالم، ونحن دعونا ممثلي هذه الدول لدحض هذه الاتهامات». ووصفت المصادر الجولة التي تنظّمها وزارة الخارجية اليوم لجميع السفراء المعتمدين على أحد المواقع (مطار بيروت) التي زعم نتنياهو أنها تحوي مخزناً للصواريخ، والتي يسبقها لقاء في وزارة الخارجية للاستماع إلى رد الوزارة على تصريحات نتنياهو، بأنها «تأتي في سياق المعركة الدبلوماسية التي نحن مسؤولون عن خوضها ضد إسرائيل. وفي حال كان كلام نتنياهو استباقياً للإعداد لأي عدوان، فإن واجبنا أن نعمل وقائياً لسحب مثل هذه الذرائع».
وبدا لافتاً في الأيام الماضية ردّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على كلام نتنياهو، وتحذيره إسرائيل من القيام بأي اعتداء على لبنان. من جهتها، قالت مصادر دبلوماسية روسية لـ«الأخبار» إن كلام وزير الخارجية الروسي يأتي استباقاً لأي عمل تخطط له إسرائيل بالاعتداء على لبنان، معتبرةً أن «أي حركة إسرائيلية قد تفجّر الأوضاع في لبنان والمنطقة وتعيق جهود إعادة الاستقرار».
من جهة ثانية، علمت «الأخبار» أن باسيل اتصل أمس برئيس مجلس النواب نبيه بري وهنّأه على إعادة انتخابه رئيساً لحركة أمل في المؤتمر الـ14 للحركة السبت الماضي. وفي المعلومات أن الاتصال ساده جوّ من الودّ والإيجابية. ونقل زوار عين التينة عن بري تنويهه بخطوة باسيل دعوة السفراء المعتمدين في لبنان إلى زيارة أحد المواقع التي ادّعى رئيس حكومة العدو أن حزب الله يخزّن فيها صواريخ قرب مطار بيروت.
وفي سياق آخر، علمت «الأخبار» أن باسيل كلّف مدير الشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية السفير بلال قبلان بتمثيله في معرض إعادة إعمار سوريا في دمشق. ووصفت مصادر رسمية لبنانية الخطوة بأنها «أمر طبيعي»، مؤكّدةً أن «لدينا تمثيلاً دبلوماسياً مع سوريا، وموضوع إعادة إعمار سوريا من المواضيع التي نحن، كلبنانيين، معنيون بها وبالاطلاع على خططها». وأكدت المصادر أن تكليف «مدير الشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية لا يحتاج إلى قرار حكومي، وهو من ضمن العمل الروتيني للوزارة».
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد تطرق في مقابلة تلفزيونية، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى العلاقة مع لبنان، مشيراً إلى أن «العلاقة مع الرئيس ميشال عون طيبة، وكذلك مع كلٍّ من حزب الله وحركة أمل وقوى سياسية أخرى». لكنه قال في المقابل: «إن من يعادينا سنعاديه»، مؤكداً أن «المعادلة السابقة ستختلف».
وأشار المعلّم إلى أن سوريا تنسّق مع روسيا في ملف إعادة اللاجئين، مستطرداً: «استقبلنا آلاف العائدين، وأدعو البقية الى العودة، وستؤمن لهم الدولة السورية سبل الحياة الكريمة وأمنهم ومستقبلهم ومساهمتهم في إعادة إعمار بلدهم».