أكد النائب في تكتل "لبنان القوي" سليم عون أن الدعوة لعقد اجتماعات لحكومة تصريف الأعمال طرح غير قابل للحياة، معتبرا انه كما طرح تشكيل حكومة أكثريّة، ينسجم مع الطروحات التي توحي باشتداد الأزمة الحكومية الأمر الّذي يمهد لانفراجها.
وأشار عون في حديث لـ"النشرة" الى أن الوصول لمرحلة الضغط باتجاه تشكيل حكومة أكثرية سيدفع الفرقاء لتقديم التنازلات المطلوبة، لأن أيًّا منهم ليس مستعدا للبقاء خارج السلطة، وبالتالي قد ينفع في هذه الحالة المثل القائل "داوِني بالتي كانت هي الداء". ورأى ان "كل المعطيات والتسريبات الأخيرة في الاعلام تؤكد أن الأمور لم تعد تحتمل ما يوحي بأننا باتجاه انجاز عملية التشكيل".
وتطرّق عون للحملة الكبيرة التي تشن على العهد، معتبرا ان هناك من لم يكن يرغب بوصول الرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة، فعندما لم يتمكن من منع حصول ذلك، قرّر افراغ العهد من مضمونه. واستطرد، "كما تصدينا بوقت سابق لكل هذه المحاولات، نحن اليوم جاهزون أكثر من أي وقت مضى لمنعهم من تحقيق مرادهم. العهد بدأ بانجازات سواء بموضوع الاستقرار والأمن، أو مكافحة الفساد والارهاب وصولا للتعيينات وقانون الانتخاب النسبي واجراء الانتخابات، وهو سيستكمل هذه الانجازات سواء اقتصاديا او بملف النازحين كما سيواكب مرحلة استخراج النفط".
وشدّد عون على ان الهدف لم يكن بيوم من الأيام الوصول الى سدّة الرئاسة بل ضمان تنفيذ مشاريعنا الاصلاحية، فمن يظن ان باستطاعته تخييرنا بين الكرسي وبين مشاريعنا، فيجب عليه أن يعيد حساباته، لأن الرئيس عون اليوم في سدة الرئاسة، يتمسك بصلاحياته، وبممارستها يعتمد نهجا جديدا بالتعاطي وحريص كل الحرص على تحقيق الشراكة الحقيقية.
وردا على سؤال، تناول عون موضوع فقدان نصاب الجلسة التشريعية الأخيرة، محمّلاً مسؤوليته لمن انسحب من الجلسة، فكيف نقر قانونا اذا خرجنا من الجلسة؟ وقال: "فكرة تطيير النصاب كانت مطروحة لدى البعض منذ أن تمّت الدعوة الى الجلسة، كما انه وفي وجود فريق يتمسك بمشروع قانون معيّن، كان الحري به الضغط لوضعه على جدول الأعمال او طرحه من خارجه كمعجل مكرّر شرط ان يتم توزيعه على النواب، وهو ما لم يحصل على الاطلاق بمشروع قانون تأمين التمويل لأدوية السرطان". وتساءل: "أيعقل تواجد فريق سياسي ضد هذا المشروع؟ فهل هناك من يمرض بأمراض مستعصية ينتمي لفريق سياسي معين"؟.
وأكد عون أنه يؤيد ويصرّ على ترميم العلاقة مع "القوات اللبنانية"، "كما انني أسعى الى ذلك، لكن يبدو أن الأمور حاليا وبالتحديد في المرحلة التي تسبق تشكيل الحكومة صعبة، ورغم ذلك لا يجب أن نيأس والمحاولة المستمرّة لأن ايجابيات هذا التفاهم تفوق بكثير سلبياته". وختم، "يجب أن نبذل جهدنا لتحقيق تقدّم اضافي في هذه العلاقة لا أن نعود الى الخلف عند أي عقبة. وفي حال لم يكن ذلك ممكنا الأفضل أن نبقى حيث نحن لننطلق الى الامام حين تكون الفرصة سانحة".