أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى انه "نحن نفاخر بان قيمة لبنان هي بالتعددية الثقافية والمذهبية والدينية التي تشكل الوحدة الوطنية، وهذا يقتضي بأن نرفض الثنائيات، لان كل ثنائية تكسر هذه الفسيفساء، كما اننا نرفض المثالثة التي يتكلم البعض عنها، لبنان هو ذاك النسر الذي شاهده حزقيال النبي منذ 500 سنة قبل المسيح، هذا النسر الذي بألف لون ولون فوق الجبال اللبنانية كان صورة الهية عن هذا الوطن الصغير، مطلوب منا المحافظة على هذه الرسالة التعددية الثقافية والدينية التي نبني منها وحدتنا الوطنية، وهذا الذي يجعل لبنان وطنا لا دين واحدا فيه ولا لونا او حزبا واحدا ولا رأيا واحدا، لكن هذه التعددية نبني من خلالها وحدتنا الوطنية".
ولفتت في كلمة له خلال حفل عشاء أقامته رعية مار مارون في مونتريال كندا على شرفه، شدد على انه "لا يمكننا ان نقبل بأي ثنائيات، لا يمكننا ان نقبل بهذه الاغنية التي ينشدها بعض السياسيين وبعض الفئات اي المثالثة لان هذا اذا ما حصل يعني اننا نقضي على لبنان".
وأضاف: "لا طلاق بين المسلمين والمسيحيين في لبنان الذين يشكلون هذا الوطن، واذا ما حصل ذلك يطير لبنان، فدعوتنا ان يبقى المسيحييون والمسلمون على تنوعنا، يعيشون سوية وهذا ما يجعل من لبنان هذا البلد كما قال عنه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صغير بمساحته لكن كبيرا برسالته شرقا وغربا".
وقال: "نعم نمر في هذه الايام بظروف صعبة وهناك مشاكل سياسية واقتصادية، ولكن مشكلة اللبنانيين انهم بارعون وخبراء بخلق العقد وبفكها، يتسلون بها، استمررنا سنتين ونصف السنة في خلق العقد من دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، واليوم هناك عقد جديدة في عدم تأليف الحكومة، واذا بسحر ساحر تشكل الحكومة، فهذا لا يجوز".
وتوجه الى المسؤولين، بالقول: "اتركوا لنا جمع العقد، واذهبوا فورا الى الحلول لانه في كل مرة تضعون عقدة تقضون على اللبنانيين وعلى حياتهم، وتجبرون خيرة شبابنا الى الهجرة".
وجدد النداء الى المسؤولين في لبنان وبخاصة الى الجماعة السياسية والكتل والى رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية، وقال: "كفى عقدا، آن الاوان لتشكيل الحكومة لان لبنان لم يعد يحتمل لا اقتصاديا ولا ماليا، لانه اصبح على شفير الهاوية، لذلك ليس مسموحا لهم التسلية وكل واحد لديه مطالبه، فليس الوقت اليوم للمطالب بل الوقت الاساسي هو لحماية الوطن".