غمّازةٌ تحكي كأنْ فمُها فمي
في خدّها شِعرٌ يُفوقُ تكلّمي
فترى إذا ضحِكتْ تغلُّ كفجوةٍ
وترى إذا غضبتْ تحطُّ كمنسمِ
وإذا استراحتْ بي من الغزلِ القديمِ
رأيتُ في فمِها جنوني الأقدَمِ
أنا أخطلٌ في الحبّ لكنْ خدّها
شرِسٌ إذا مسّ الشفّاه تقدّمِ
وإذا أرادَ الظلمَ أقفلَ بابَهُ
كاللهِ يرفضُ توبةَ المستظلِمِ
أنا تائبٌ هاتِ اغفري وجعًا يقيمُ
بخدّكِ الساديِّ، حتى المبسمِ
وأنا الثكالى فامسحي رأسي، لعلَّ
اليتمَ إنْ قبلتِهِ يتيتّمِ
وأنا النساءُ فقد خذلنَ رعونتي
إذ كنتُ أعشقهنَّ دونَ تكتّمِ
وظننتُ أنّ عميّةٌ عيني ولُمتُ
بصيرتي فوجدتهُ قلبي العمي
يبكي عليكِ لأنّكِ الأبقى كشوقِ
الأمنياتِ إلى خيالِ الحالمِ
أنا أرحمُ الشعراء عند قصائدي
والظلمُ فيكِ تشابهَ، فلترحمي
غمّازةٌ حاورْتُها كلّ المساءِ
وحاورتْني بالوضوحِ المُبْهمِ
قالتْ سأهديكَ السّرور فخذْ فضًا
ثمّ انتظرْ...آتيكَ فوق الأنجمِ
وارسمْ لخدّي معبرينِ إلى فمِكْ
دربٌ مسيحيٌّ ودربٌ مُسلمَ.
د. هادي مُراد