أطلقت الهيئات الاقتصادية صرخة محذرة من كارثة محققة في حال استمر الشلل في المؤسسات الدستورية كما هو الحال منذ أن بدأت عملية تأليف الحكومة العتيدة قبل أكثر من أربعة أشهر من دون أن تظهر في الأفق أية بوادر حلحلة، أو حتى نية في التقدم ولو خطوة إلى الأمام تحيي الأمل المفقود في نفوس المواطنين المعذبين.
هذه الصرخة التي أطلقتها الهيئات الاقتصادية تأتي في وقت لا يزال المسؤولون يتساجلون حول جنس الحصص التي يسعى للحصول عليها كل واحد منهم ولا يهتمون لا بوجع الناس بسبب الركود الاقتصادي، وانعدام فرص العمل أمام شباب المستقبل، ولا يديرون أذناً لنصائح بعض الدول التي يهمها هذا البلد بضرورة الابتعاد عن المصالح الشخصية والتنازل للمصلحة العامة التي تواجه أخطاراً متعددة ومتنوعة لا يُمكن لأحد ردعها الا اذا انتظمت المؤسسات الدستورية وأولها المؤسسة التنفيذية، وتفرغت للتصدي إلى هذه الاخطار بروح المسؤولية العالية والابتعاد عن المصالح الشخصية التي هي السبب فيما وصلت إليه البلاد.
حاول رئيس المجلس التعويض عن تقاعس المسؤولين، وتلهيهم بلعبة تقاسم الحصص الوزارية والمحاصصة بعقد جلسات لمجلس النواب لتشريع الضرورة، غير انه فشل فشلاً ذريعاً في طمأنة النّاس الخائفة على لقمة عيشها وحتى الهيئات الاقتصادية ذاتها التي أطلقت تلك الصرخة لأنها تدرك تماماً ان ما أقدم عليه رئيس مجلس النواب لا يتعدى إلهاء النّاس عن المشكلة الاساسية، وهي استمرار المراوحة في شأن تشكيل الحكومة، فيما أعمدة الدولة تتساقط الواحد تلو الآخر في كل يوم يمر من دون وجود سلطة تحكم وتخطط وتنفذ وتعالج المشاكل العالقة وتضع الخطط لمنع الوقوع في مشاكل مرتقبة.
يقولون ما هو المطلوب من هؤلاء المسؤولين لحل هذه الأزمة الخانقة، ما دام المعنيون المباشرون بقضية التأليف، رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ليسا مستعجلين في التأليف، وفي كل يوم تقريباً تصدر عن كل منهما تطمينات بأن الوضع الاقتصادي بألف خير ولا خوف على الليرة، وأن لا أزمة عالمية يدخل لبنان فيها ولا من يحزنون، بدلاً من أن يُقدما على كل ما من شأنه أن يُعجّل في الخروج من أزمة التأليف في أسرع وقت ممكن بما يخفف من الخسائر التي تصيب هذا البلد في كل يوم تأخير، ولا بأس، بل من واجبهما ان يعقدا اجتماعاً في قصر بعبدا، أو في أي مكان آخر، ولا يخرجان منه إلا بعد الاتفاق على تشكيلة حكومة تعيد ثقة المواطنين اللبنانيين والدول التي ما زالت تحن على هذا البلد وتتمنى له الخير بدلاً من استمرار المناكفات بينهما أو وضع العصي في الطريق كما يفعل فريق رئيس الجمهورية الممثل بالتيار الوطني الحر.