هل يكون شهر تشرين أوّل، بدءاً من اوله الاثنين المقبل شهر الحكومة؟
أبعد من حركة الاتصالات المخفية والمعلومة التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري، وترقب عودة الرئيس ميشال عون ليسير المشهد من مرحلة الترقب إلى مرحلة التحسب لمخاطر المراوحة، وافتعال الأزمات، وانتظار المتغيّرات.
في المعلومات الجديدة، في سياق ما كشفته «اللواء» أمس، يتزايد الاقتناع لدى اللاعبين المحليين الأساسيين، ان «وقت الفراغ» آذن بالنفاذ، ولا بدّ من العمل قبل فوات الأوان، وذلك وفقاً لمصادر المعلومات، انطلاقاص من مقاربتين:
1- تقديم تنازلات لا تتجاوز السقوف المقبولة..
2- التعامل مع الملاحظات الرئاسية، وإسقاط الفيتوات المتبادلة..
ولم تشأ مصادر «المطبخ» الإيغال بالتفاؤل، لكنها قالت ان «خرقاً» قد يحصل في بحر الأسبوع المقبل، يمكن أن يؤسّس لتقديم مسودة حكومة، في اجتماع الرئيسين عون والحريري قابلة للحياة.
وقبيل مغادرته نيويورك، قال الرئيس عون: عملية التأليف هي لدى الرئيس المكلف ولتسوية الرئاسية انطلقت من مصالحة مسيحية وبتوافق على حكومة وفاق وطني، وهي لا تزال قائمة.
وقال امام الإعلاميين في الطائرة إلى بيروت: انا لست رئيس تكتل لبنان القوي لكي اضغط على رئيسه حالياً، ولا يجوز ان اضغط علىطرف دون الآخر..
وقال: انتظر الحريري بعد الملاحظات التي قدمتها وعندما قلت الملاحظات قالوا انني اتدخل بالصلاحيات..
سياسياً، في بيت الوسط، تركز الاهتمام على شأنين متلازمين: تأليف الحكومة، والثاني مقررات مؤتمر سيدر والتي شرّع مجلس النواب المتطلبات المطلوبة بها..
ففي الشأن الأوّل، استقبل الحريري قبل ظه أمس رئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع، وبحث معه الاتصالات الجارية لتأليف الحكومة الجديدة.
وعلمت «اللواء» ان جعجع رغب في زيارة بيت الوسط استباقاً لأية صيغة تعرض، وتضع الحزب امام الأمر الواقع..
وأشار مصدر مطلع إلى ان الطرح الجديد يقضي بإعادة منصب نائب رئيس الحكومة إلى القوات، مع حقيبة وزير دولة، ووزارتين وازنتين.
إلا ان مصادر نيابية في الحزب الاشتراكي، نفت حصول أي خرق على صعيد العقدة الدرزية، وأكدت لـ«اللواء» انه لم يحصل أي جديد، وما زلنا ندور في الحلقة المفرغة نفسها، في انتظار عودة الرئيس عون، الذي قالت مصادره بدورها ان الاتصالات بين المعنيين في الملف الحكومي لم تتوقف، وستتكثف لدى عودته اليوم، وان هناك جواً يُشير إلى وجود بعض المعطيات الإيجابية لكن ما من شيء محسوم بعد، وذلك في معرض الكلام عن وزيرين يسميهما النائب السابق وليد جنبلاط والثالث يسمى بضمانة الرئيسين برّي والحريري.
وذكرت مصادر مسؤولة في «القوات اللبنانية» ان جعجع الذي التقى الحريري امس في حضور وزيرالاعلام ملحم رياشي ووزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، تناول ما يتم تداوله من تسريبات اعلامية عن تعديلات على الصيغة الحكومية تطال حصة القوات اللبنانية وموافقتها على بعض المقترحات، وابلغ جعجع الرئيس المكلف،ان القوات غير معنية بكل ما يتم تداوله ولا تعكس موقفها من التمثيل في الحكومة الذي يتمسك بالتمثيل حسب نتائج الانتخابات النيابية.
واضافت المصادر ان الموضوع الذي اخذ حيزا كبيرامن النقاش تناول مخاوف الدكتورجعجع من الوضع الاقتصادي- الاجتماعي، حيث طرح رئيس القوات فكرة عقد اجتماعات للحكومة تحت عنوان «اجتماعات الضرورة» كجلسات الضرورة للمجلس النيابي، في حال تأخرتشكيل الحكومة، من اجل فتح نقاش مستفيض للاتفاق على ملفات محددة اساسية للبحث في معالجتها، مشيرة الى ان عقد مثل هذه الاجتماعات الوزارية يحتاج الى توافق سياسي كماحصل من توافق على جلسات تشريع الضرورة.
واشارت المصادر الى ان الرئيس الحريري لديه نفس الهواجس والمخاوف ولذلك كان متفهما لهواجس جعجع واقتراحه. لكن الموضوع بحاجة الى بحث وتوافق سياسي.
العقوبات الجديدة
وتهدف العقوبات الأميركية الجديدة إلى الحد من قدرة «حزب الله» على جمع الأموال وتجنيد عناصر له، إضافة إلى زيادة الضغط على المصارف التي تتعامل معه وعلى البلدان التي تدعمه وعلى رأسها إيران.
وتمنع العقوبات أيضا أي شخص يدعم الحزب ماديا وبطرق أخرى من دخول الولايات المتحدة.
ويعطي المشروع الرئيس الأميركي صلاحية رفع حظر إعطاء تأشيرات الدخول، شرط أن يبلغ الكونغرس عن قراره في فترة لا تتجاوز الستة أشهر، وعلى أن يقدم أدلة للكونغرس تشير إلى أن قراره يَصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.
ويفرض المشروع أيضا عقوبات على داعمي «بيت المال، جهاد البناء، مجموعة دعم المقاومة، قسم العلاقات الخارجية للحزب، قسم الأمن الخارجي للحزب، تلفزيون المنار، راديو النور، المجموعة الإعلامية اللبنانية».
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب الجمهوري من ولاية كاليفورنيا إد رويس في بيان: إن «مقاتلي حزب الله يستمرون في قتل المدنيين من أجل الأسد في سوريا، ويجمعون في الوقت ذاته صواريخ على الحدود الشمالية لإسرائيل».
وأضاف «في الأسبوع الماضي فقط، تباهى زعيم الحزب بأن لديه صواريخ ذات قدرات دقيقة»، مشيرا إلى أن مشروع القرار «سيبني على العقوبات السابقة المفروضة على حزب الله من خلال استهداف تمويله وتجنيده الدوليين وكذلك أولئك الذين يمدونه بالأسلحة».
وختم أن مشروع القانون نتاج أشهر من العمل المشترك بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي في مجلسي النواب والشيوخ، مبديا أمله أن يتبنى مجلس الشيوخ المشروع بسرعة.
وفيما امتنعت مصادر في «حزب الله» الرد على مشروع العقوبات الجديدة، باعتباره ليس جديداً، ردّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على اتهامه بالتماهي مع الضغوط الأميركية واستعداده لتطبيق العقوبات، وقال: «نحن كمصرف مركزي اصدرنا تعاميم مرّت عليها فترة من الزمن، ولا تعاميم جديدة، وهذه التعاميم تجعل لبنان ممثلاً للقوانين في دول نتداول عملتها أو نتعامل مع مصارفها»، لافتاً النظر إلى ان هذه التعاميم هي نفسها كافية مهما كانت العقوبات الجديدة، لذلك لا جديد في الموضوع.
وعن المصادر السياسية التي رأت ان الليرة اللبنانية ستخسر قيمتها امام الدولار الأميركي قال سلامة ممازحاً: «عندما يعرفون الوقت والساعة فليخبرونا».
وكان سلامة قد أكّد خلال الحوار الذي اجراه مع المجلس الاقتصادي الاجتماعي، أمس ان لا تأثير لقانون العقوبات الأميركية على حزب الله على القطاع المصرفي، لأننا اتخذنا كل الإجراءات، واصدرنا التعاميم ولسنا بحاجة إلى أخرى جديدة، مشدداً على ان القطاع المصرفي اللبناني لدى مستوى عال من الامتثال.
وحذر سلامة من ان لبنان يخضع لحملة شائعات أصبحت واضحة، ولا اعتقد انهم يهتمون بصحتي، على قدر ما يسعون إلى خلق بلبلة في السوق.
إقتصادياً أيضاً، عرض الرئيس المكلف مع مدير البنك الدولي ساروج لومارجها، كيفية وضع مقررات «سيدر» موضع التنفيذ.
«حزب الله»: للخروج من «الفيتو»
وإذا كان «حزب الله امتنع عن الرد على العقوبات الأميركية، الا انه وجه التحية على لسان كتلة «الوفاء للمقاومة» ونائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، للرئيس عون، مشيداً بمواقفه الوطنية الجريئة والواضحة، سواء في الأمم المتحدة أو إلى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، معتبراً إياها «خارطة طريق سياسية داخلية وخارجية ومسار وطنياً يحقق مصالح لبنان».
ولفتت الكتلة الى أن «تشكيل الحكومة سيتطلب مقاربات أكثر واقعية والتي تحتاج الى الكثير من الجهود الوطنية البعيدة عن النفوذ»، مشددة على أن «الجدل العقيم عن الحقائب لا يجوز أن يبقي البلد دون حكومة تنتظرها مهمام صعبة».
اما الشيخ قاسم فتمنى ان لا تستخدم الحكومة في لعبة الاحجام، وبالتالي الخروج من «لعبة العض على الأصابع ومن يصرخ أولاً، واقترح إضافة معيار آخر، وهو ان نخرج من فكرة «الفيتو لأي فريق وأن يتم استنزال القوى السياسية المختلفة في ما تراه مناسبا، وعندها تكون الغلبة للرأي الغالب في تشكيل حكومة وحدة وطنية من دون أن نبقى تحت سيف «الفيتو» الذي يجعل فريقا واحدا يعطل الحكومة في لبنان من دون مبرر».
صواريخ حزب الله
وفي موازاة العقوبات الأميركية، نشر الجيش الإسرائيلي ليلاً صوراً ادعى انها لمواقع صواريخ أرض - أرض جاهزة للاطلاق، نشرها «حزب الله» داخل احياء الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلى مقربة نحو 500 متر من مسار الهبوط في مطار بيروت، الأمر الذي دفع بوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل للرد على هذا الادعاء، قائلاً عبر «تويتر»: «ها هي اسرائيل مجدداً تختلق الذرائع لتبرّر الاعتداء، ومن على منبر الشرعية الدولية تنتهك سيادة الدول، متناسيةً ان لبنان دحرها وهزم عدوانها وغافلةً ان غطرستها و«صداقاتها الجديدة» مجدداً لن تنفعها».
وكان المتحدث باسم الاحتلال الإسرائيلي افيخاي ادرعي أشار إلى ان «حزب الله» حاول إقامة بنية تحتية لتحويل صواريخ أرض - أرض إلى صواريخ دقيقة في حيّ الأوزاعي المجاور لمطار بيروت، وانه عازم على تحويل مركز ثقل مشروع الصواريخ الدقيقة إلى المنطقة المدنية في قلب مدينة بيروت.
ونشر على مواقع التواصل الإجتماعي، بحسب إفادته، «صور المواقع الّتي جرت فيها محاولات من «حزب الله» لإقامة بنية لتحويل أسلحة إلى دقيقة: موقع داخل ملعب كرة القدم التابع لفريق «حزب الله»، موقع مجاور لمطار بيروت وموقع في المرسى في قلب حي سكني وبجوار مبانٍ مدنية تبعد نحو 500 متر فقط عن مسار الهبوط في مطار بيروت».