الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة المُكلف سعد الحريري لبعبدا، لتسليم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الصيغة الحكومية، لم تكُن الأخيرة. قبل مغادرة عون إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، التقى عون والحريري سراً ليل السبت - الأحد. كذلك عُقد اجتماع بين الحريري وباسيل من دون إعلانه أيضاً. وفيما استغربت المصادر «إبقاء اللقاءات بعيدة عن الإعلام»، ربطت هذه اللقاءت بما جرى التداول به الأسبوع الماضي عن مؤشرات متقدمة بشأن الحكومة. فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، أبدى تراجعاً حين ذكر في مقابلة مع «الأخبار» (2 أيلول 2018 )، أنه «مستعدّ للتسوية في موضوع الحكومة متى حان وقتها». وتزامن موقف جنبلاط مع حديث عن «إمكانية قبول رئيس الجمهورية بمنح القوات اللبنانية منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، على أن يكون شاغل المنصب بلا حقيبة (أي أن تحصل القوات على وزير دولة)، بالإضافة إلى 3 وزراء آخرين».

ورجّحت المصادر أن يكون الهدف من اللقاءين السريين هو النقاش في ملاحظات الرئيس عون على الصيغة الحكومية التي قدمها إليه الحريري، لكن بعيداً عن أي تشويش. وفيما نفت مصادر الرئيس سعد الحريري حصول اللقاءين، رفضت مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر تأكيد ذلك أو نفيه، مكتفية بالتعليق بأن «العلاقة بيننا وبين رئيس الحكومة قائمة والتواصل دائم». إلا أن مصادر معنية بتأليف الحكومة جزمت بحصول اللقاءين.
حصول هذه اللقاءات وإحاطتها بالكتمان فتح باب التساؤل عن إمكانية أن تُثمر تقدماً في المشاورات الحكومية، وتكسر الحلقة المفرغة الذي يدور فيها الملف منذ أشهر. علماً بأن الوقائع السياسية توحي بأن الاشتباك في عملية التشكيل يزداد شراسة، إذ علمت «الأخبار» أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رفع من سقف مطالبه، فأبلغ المعنيين بالمفاوضات بأنه يرفض أي تنازل عن مطالبه.