عا الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس حكومات العالم الى عزل «الديكتاتورية الايرانية الفاسدة» فيما اتهمه الرئيس الايراني حسن روحاني بمحاولة الاطاحة بالنظام .


وفي كلمة أمام قادة العالم في افتتاح الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة، انتقد ترامب منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وسياسات الصين التجارية والمحكمة الجنائية الدولية التي تعهد بأن الولايات المتحدة لن تقبلها.


ودان ترامب النظام الديني في إيران قائلا أنه يزرع «الفوضى والموت والدمار» كما أكد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي الذي يهدف إلى خفض نشاطات طهران النووية.


وقال:«لا يمكننا أن نسمح لأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم بأن تمتلك الأسلحة الأكثر تدميراً في العالم» في إشارة لدعم طهران لبعض الحركات الاسلامية المسلحة وبينها حماس الفلسطينية و(حزب الله).


وأضاف «لا يمكننا أن نسمح لنظام يهتف «الموت لإميركا» ويهدد إسرائيل بالقضاء التام عليها، أن يمتلك السبل لإطلاق رأس حربي نووي على أي مدينة على وجه الأرض».


وأضاف «نطالب جميع الدول بعزل النظام الإيراني طالما استمر في عدوانه».


وهاجم ترامب ايدولوجية «العولمة»- التي تؤمن بها العديد من الدول في الأمم المتحدة واليسار السياسي في الولايات المتحدة -- وقال أن «اميركا لن تعتذر مطلقا عن حماية مواطنيها».


وأضاف أن المحكمة الجنائية الدولية التي تدعمها الأمم المتحدة «لا تحظى بأي شرعية أو سلطة».


وفي وقت سابق هدد مستشاره للأمن القومي جون بولتون بمقاضاة قضاة المحكمة في حال نظروا في اتهامات ضد القوات الأميركية في افغانستان.


وقال ترامب لن نتخلى أبدا عن السيادة الاميركية لبيروقراطية عالمية غير منتخبة وغير مسؤولة» رافضا «ايديولوجية العولمة».


ووسط الحرب التجارية مع الصين، قال ترامب أن الاختلال التجاري مع القوة الاسيوية «لا يمكن التساهل معه» كما انتقد منظمة أوبك». وقال «اوبك ودول الأوبك تسرق باقي العالم، وأنا لا أحب ذلك. ويجب أن لا يحبه أحد».


وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد حذر زعماء العالم من أن النظام العالمي «فوضوي بشكل متزايد» وأن الثقة بلغت نقطة الانهيار.


وقال إن التحولات في ميزان القوى قد تزيد من مخاطر المواجهة لكنه لم يذكر طرفا بالاسم.


وقبل أقل من شهر من انتخابات منتصف الولاية في الولايات المتحدة، بدت كلمة ترامب في بعض الأحيان وكأنها خطاب انتخابي حيث اشاد بانخفاض معدلات البطالة.


وتباهى بأن فريقه «حقق انجازات أكثر من أي إدارة أخرى في تاريخ بلادنا» ما اثار ضحك المشاركين في هذا الاجتماع الذي عادة ما تسوده الجدية التامة.


ورد على ذلك قائلا «لم أتوقع رد الفعل هذا، ولكن لا بأس».


من جهته اتهم الرئيس الايراني حسن روحاني ترامب بمحاولة الاطاحة بالنظام فيما استبعد استئناف المحادثات مع واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق النووي.


وقال روحاني في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة «من المثير للسخرية أن الحكومة الأميركية لا تخفي حتى خطتها للاطاحة بنفس الحكومة التي تدعوها للحديث معها».


وأضاف إن الولايات المتحدة شنت «حرباً اقتصادية» على إيران بإعادتها فرض عقوبات كانت قد رُفعت بموجب الاتفاق النووي الذي وقعته طهران في عام 2015 في مقابل كبح أنشطتها النووية.


وقال روحاني «سياسة الولايات المتحدة تجاه جمهورية إيران الإسلامية كانت خاطئة منذ البداية، ونهجها القائم على مقاومة رغبات الشعب الإيراني التي تجلت في العديد من الانتخابات مآله الفشل».


وأشار إلى أن «الحرب الاقتصادية التي بدأتها الولايات المتحدة تحت اسم العقوبات الجديدة لا تستهدف الشعب الإيراني فحسب وإنما تستتبعها أيضا عواقب ضارة بشعوب دول أخرى، وسببت تلك الحرب تعطيلا في التجارة العالمية».


وقال «فهم الولايات المتحدة للعلاقات الدولية استبدادي... فهمها للسلطة، ليس السلطة القانونية والشرعية، يتجسد في التنمر وفرض الأمور».


وأضاف «لا يمكن إجبار أمة على الجلوس على طاولة المفاوضات بالقوة».


وقال روحاني أيضا إن إيران تؤمن بإنشاء آلية جماعية من أجل الخليج مع وجود ومشاركة كل دول المنطقة.


في المقابل اغتنم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كلمته في الجمعية العمومية للدعوة إلى «الحوار والتعددية» في التعامل مع ايران، وقال أن اتفاق 2015 أدت الى تراجع برنامج إيران النووي.


وحض ماكرون ترامب على السماح لإيران بمواصلة صادراتها النفطية إذا أراد أن تنخفض أسعار النفط.


وقال في مؤتمر صحافي في نيويورك «سيكون جيدا بالنسبة لسعر النفط ان تتمكن ايران من بيعه. انه امر جيد للسلام ولأسعار النفط العالمية» في حين ستضرب عقوبات أميركية قطاع النفط الإيراني مطلع تشرين الثاني المقبل.


ورغم أن أن الرئيسين الاميركي والايراني تحدثا من نفس المنبر، إلا أنهما استبعدا عقد لقاء بينهما على هامش اجتماع الجمعية العمومية.


وكتب ترامب على تويتر «لا أنوي لقاء الرئيس حسن روحاني رغم وجود مطالب» بذلك، مضيفا «ربما يوما ما في المستقبل. أنا متأكد بأنه رجل رائع!».


وصرح روحاني أنه لا يخطط للقاء ترامب خلال وجوده في نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة ووصف عرض ترامب بأنه «ليس صادقا ولا نزيها».


وكشرط مسبق لأي حوار قال روحاني إن على ترامب أن يصلح الضرر الذي تسبب به بالانسحاب من الاتفاق النووي.


(أ ف ب - رويترز)