قال اللواء عباس إبراهيم، مدير الأمن العام اللبناني لوكالة "رويترز" إن جهاز الأمن العام نظم عودة 25 ألف سوري بالتنسيق مع دمشق وإن عددا مماثلا غادر لبنان طواعية عائدا إلى بلاده.
ويستضيف لبنان 976 ألف نازح سوري مسجل وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وتقول الحكومة اللبنانية إن إجمالي أعداد السوريين في البلاد يبلغ نحو 1.5 مليون.
ويدعو السياسيون اللبنانيون النازحين السوريين إلى العودة لديارهم في الوقت الذي تبسط فيه الحكومة السورية سيطرتها على المزيد من مناطق البلاد، قائلين إن لبنان لا يقوى على استضافة عدد من اللاجئين يعادل ربع عدد سكانه. وقال إبراهيم "هناك نوعان من العودة: العودة كمجموعات والتي ينظمها الأمن العام، والعودة الفردية الطوعية. إذا ما حسبنا كل هؤلاء صاروا أكثر من 50 ألفا. حتى الآن نحو 25 ألفا رجعوا كمجموعات عبر الأمن العام وهناك 25 ألفا آخرين رجعوا بشكل فردي خلال هذه السنة".
وأضاف "يوجد دفعة قريبة. عندنا حوالي 1500 اسم، وإذا ما بقينا على هذا النحو من الآن وحتى سنة قد يعود 200 ألف".
ويعمل مدير الأمن العام على التنسيق بين بيروت ودمشق لإعادة آلاف السوريين الذين يريدون العودة إلى ديارهم.
وترسل أولا أسماء الراغبين بالعودة إلى دمشق للموافقة عليها. وقال إبراهيم إن دمشق ترفض 10% في المتوسط منهم، مضيفا "هؤلاء لديهم ملفات أمنية أو قضائية في سوريا وعلى أساسها سيتم توقيفهم. ويتم إخبار الشخص المطلوب من قبل السلطات السورية حتى يتمكن من تقرير ما إذا كان يريد البقاء أو العودة لتسوية وضعه".
وأشار إلى وجود "ضمانات من السوريين وهم يلتزمون، وحتى الآن لم تحصل ولا حادثة. من أصل 25 ألفا الذين عادوا عن طريق الأمن العام لم يتعرض أحد لأي حادثة أو توقيف، ولكن في اللحظة التي يعود فيها الشخص يصبح مواطنا سوريا قد يرتكب جريمة ويتم توقيفه".
وتوقع إبراهيم أن تتسارع وتيرة العودة بعد حسم مصير محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة مشيرا إلى أن الكثير من الشبان لا يريدون العودة خوفا من الالتحاق بالجيش لخوض معركة إدلب. وقال "عندما لا يعود هناك معارك عسكرية كبيرة في سوريا، سيعود الكثير من الشباب".
وأدى الصراع الذي اندلع عام 2011 في سوريا إلى وجود 5.6 مليون لاجئ في الشرق الأوسط.
قال فيليبو جراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خلال زيارة إلى بيروت الشهر الماضي إن اللاجئين قلقون من مسائل من بينها عدم توافر البنية التحتية والخوف من تعرضهم للعقاب أو التجنيد العسكري.
وذكر جراندي أنه يتعين تعزيز الثقة عبر مناقشة مثل هذه المسائل حتى يقرر عدد أكبر من اللاجئين العودة، ويجب أن يكون للمفوضية وجود في مناطق عودتهم.