في خطوة لافتة انبرى رئيس حركة التّغيير السيد إيلي محفوض للدفاع عن مقام رئاسة الجمهورية ومخاطر تعرّضها للنّقد والتّجريح والاهانات، حتى بات يُخشى مع ذلك أن يعتاد المواطنون والمعترضون على ذلك، دون حسيبٍ أو رقيب، ومن ثمّ يقفز محفوض عن ملابسات تأليف الوفد الرئاسي الضخم، وتعطيل رحلة جويّة إلى القاهرة وإذلال ركابها، للمطالبة بمحاسبة من تسبّبوا بالفوضى في مطار رفيق الحريري الدولي حساباً عسيراً، في حين تُشير الوقائع والدلائل على مسؤولية مباشرة لمُنظّمي رحلة الرئيس الميمونة إلى نيويورك.
إقرأ أيضًا: مواكب رئاسية ضخمة تتغذّى من جيوب الفقراء
إلى هنا، لم يُفارق محفوض المألوف، فالدّم يحنُّ كما يُقال، فهو عوني سابق قبل أن يغادر فردوس التيار الوطني الحر، لكن ما هو غير مألوف ومُستهجن أنّه يستحضر مأثرة للبطريرك صفير، عندما رفض الإخلال بالأمن والاعتصام أمام القصر الجمهوري للمطالبة برحيل الرئيس السابق إميل لحود، ضمن حملة اُطلق عليها شعار "فلّ". ورغم مُعارضة البطريرك لنهج لحود، إلاّ أنّه رفض المساس بمؤسسة دستورية في المقام الأول، وكم كان مُصيباً وعاقلاً آنذاك كعادته، فإسقاط الرئيس تحت وطأة الشارع وما يرافق ذلك من هرجٍ ومرجٍ ودماء، يمكن أن يُؤدّي إلى خراب البلد، أمّا محفوض فلم يكُن مُوفّقاً في استحضار سيرة صفير مع الرؤساء، فقد نال صفير على يد رئيس الحكومة العسكرية ميشال عون ومناصريه ذات يومٍ من الذُّلّ والهوان ما يُستحسن عدم استحضاره.
يكفي يا سيد محفوض، أن نُردّد دائماً: احترامُ الموقع وجلاله يقع في المقام الأول على صاحب الموقع وعلى جلالته، أكثر ممّا يقع على عاتق المواطنين المسالمين.