تحوّل الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى ساحة لتبادل التهم بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني.
وسبق ترامب نظيره الإيراني بكيل التهم بل الإساءة لقادة ايران حيث وصفهم باللصوص الذين يسرقون أموال الشعب الإيراني وينشرون الدمار والموت والفوضى وذلك بعد ساعات من تغريدته على تويتر التي عبر فيها عن أسفه لعدم حصول لقاء بينه وبين الرئيس روحاني. مما يعني بأنه كان يأمل بلقائه ولكنه أوضح قبيل خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه لن يلتقي الإيرانيين طالما لم يغيروا سلوكياتهم. ما يعني أن إيران يجب عليها ان تغير سلوكياتها خلال أيام تواجد الرئيس روحاني في نيويورك وهي بضعة أيام حتى يرغب الرئيس ترامب بلقائه!
فضلا عن أن ترامب قال في تغريدته: "بالرغم من توجيه دعوات ولكنني ليس لدي أي مخطط لزيارة الرئيس روحاني من دون اعطاء التفاصيل بشأن الطرف الذي عرض اللقاء".
إيرانياً أكد المتحدث باسم المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة على أن بلاده لم تعرض اللقاء على الرئيس الأميركي.
إقرأ أيضًا: ترامب يموت على لقاء نظيره الإيراني
ولم يوضح الرئيس ترامب لماذا يلح على لقاء رئيس يعتبره لصاً يسرق أموال الشعب الإيراني كما يتمنى وزير خارجية ترامب بحصول لقاء بين ترامب والزعيم الإيراني علي خامنئي. فهل يريد ترامب أن ينصح قادة إيران بايعاد اموال سرقوها من الشعب ولهذا يلح على لقائهم؟
ماذا يقصد ترامب من مفردة السرقة؟ هل يقصد أن قادة إيران ينفقون أموال الشعب في مشاريع توسعية؟ فالولايات المتحدة تنفق مئات الأضعاف في مناطق تبعد عنها الآلاف كيلومترات.
واذا يقصد أن قادة إيران يأكلون أموال الشعب فهذا واضح البطلان، نعم هناك فساد مالي واسع بين الحكوميين في إيران وليس بين قادة إيران وكل ما قيل عن ممتلكات وثروات الزعيم الإيراني علي خامنئي كلها أوهام وأساطير كما يؤكد عليه الإصلاحي عطاء الله مهاجراني وزير الثقافة الإيراني السابق. فجميع الأموال التي بحوزة خامنئي هي تلك التي كانت بحوزة سلفه الإمام الخميني كونه ولي الفقيه وليس مواطناً. فأي شخص يصبح ولي الفقيه ستقع تلك الأموال تحت تصرفه القيادي وليس التصرف الفردي.
ولكن يبدو أن ترامب استخدم أسلوب التذليل ولغة الإساءة لإجبار قادة إيران على التفاوض كما نجح في استخدامهما مع الزعيم الكوري الشمالي.
إقرأ أيضًا: العقوبات الأميركية: عمت فطابت
ويأمل ترامب ان استخدام تلك اللغة سيدفع إيران إلى التفاوض معه ولكن إيران ليست كوريا الشمالية وخامنئي ليس كيم جونغ اون، ويبدو ان ترامب كما العادة معجب أيضا بما يعتبره انجازا كبيرا في التفاوض مع كوريا الشمالية ولهذا قال في خطابه الأمس أن "لقائي مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون أدى الى تطورات لم يكن من الممكن تخيلها قبل شهور قليلة".
وكان رد الرئيس روحاني صريحاً وواضحاً حيث أشار إلى الحضارة الإيرانية التي تضرب بجذورها إلى أطناب التاريخ وان الشعب الإيراني لن يخضع لضغوط العدو ولن يستسلم ولن ينحني امام الضغوط وأن التعسف ليس طريقًا للحوار.
وأكد روحاني رفضه لقاء نظيره الأميركي في ظل استمرار فرض العقوبات وهذا هو الفارق بين إيران وكوريا الشمالية.
إن ترامب يريد تطبيق تجربته مع كوريا الشمالية على إيران في حين أن إيران تختلف.
وأخيراً لم يغلق روحاني باب التفاوض ولكنه اشترط عودة ترامب إلى الاتفاق النووي لاستئناف المفاوضات مؤكداً أن ترامب هو الذي ترك طاولة المفاوضات وعليه أن يعود إلى الاتفاق النووي حتى يمكن التفاوض معه، كما أن التفاوض لن يكون حول إعادة الكتابة لنص الاتفاق النووي بل على قضايا أخرى.