أبلغ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، رفضه رواية إسرائيل بشأن إسقاط الطائرة الروسية في سوريا، وذلك بعد وقت وجيز على إعلان موسكو عزمها تزويد سوريا بنظام إس-300 الدفاعي، في خطوة أثارت قلق الولايات المتحدة.
وقال بيان للكرملين إن بوتن أبلغ، في اتصال هاتفي الاثنين، نتانياهو بأنه يرفض الرواية الإسرائيلية حول حادث إسقاط الطائرة الروسية، مركزا "تحديدا على ما قام به" الجيش الإسرائيلي خلال تنفيذ غارات على مواقع في شمال سوريا.
كما شدد بوتن على أن قرار موسكو بتعزيز منظومة الدفاع الجوية السورية، هو "في محله بالنظر إلى الوضع، ويهدف قبل كل شيء إلى تجنب أي تهديد محتمل لحياة الجنود الروس"، وفق ما أضاف المصدر نفسه.
وتحمل موسكو إسرائيل مسؤولية إسقاط الدفاعات السورية لطائرتها، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي لم يبلغها بالغارة إلا قبل دقيقة واحدة من شنها، وأن الطائرات الإسرائيلية استخدمت الطائرة الروسية "غطاء" لها لتفادي الصواريخ السورية، وهو الأمر الذي تنفيه إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، الاثنين: "إسقاط طائرتنا أدى إلى مقتل 15 من جنودنا. وبحسب معلومات خبرائنا العسكريين، فإن السبب هو تصرف متعمد من الطيارين الإسرائيليين، وهذا الأمر لا يمكنه إلا أن يضر بعلاقاتنا مع إسرائيل".
والاثنين الماضي، أسقطت الدفاعات الجوية السورية عن طريق الخطأ طائرة إليوشين روسية فوق المتوسط، مما أدى إلى مقتل 15 عسكريا كانوا على متنها بالتزامن مع غارة لمقاتلات إسرائيلية على موقع في اللاذقية شمال غربي سوريا.
ووصف بيسكوف الحادثة بأنها "سلسلة صدف مأسوية"، وقال إن "الطائرة (الروسية) لم تسقط بصاروخ إسرائيلي.. إلا أن تصرف الطيارين الإسرائيليين، هو ما سمح بحصول سلسلة الصدف هذه"، مضيفا أن "معلومات خبرائنا العسكريين تؤكد ذلك بكل وضوح".
وتزامنا، أعلن الجيش الروسي أن روسيا "ستسلم الجيش السوري منظومة صواريخ الدفاع الجوي أس-300 الحديثة خلال أسبوعين"، وستشوش على اتصالات أي طائرة تحاول ضرب سوريا من فوق المتوسط.
وبرر بيسكوف القرار بـ"ضمان سلامة الجنود الروس" المنتشرين في سوريا منذ 2015 دعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا أن هذه القرارات "ليست موجهة ضد أي بلد، بل (اتخذت) دفاعا عن جنودنا".
إلا أن الولايات المتحدة سارعت إلى إدانة هذه الخطوة، وقالت على لسان مستشار الأمن القومي، جون بولتون، إن خطط روسيا تزويد سوريا بنظام أس-300 الصاروخي، سيمثل "تصعيدا خطيرا" من جانب موسكو، وأعرب عن أمله في أن تعيد الحكومة الروسية النظر في المسألة.
كما أعرب عن أمله في أن تعيد روسيا النظر في بيع الصواريخ لسوريا، محملا إيران مسؤولية الهجمات التي تشن على سوريا ولبنان وإسقاط الطائرة الروسية، في تأكيد على الموقف الأميركي الذي خرج عقب حادثة الطائرة.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه يتوقع لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الأمم المتحدة.
وقال بومبيو عن خطط لقاء لافروف: "أنا واثق أن سيرغي وأنا سيكون لنا وقت معا، (...)، نحن نحاول أن نجد أرضية مشتركة بيننا في أي مجال يمكننا العمل فيه مع الروس".
وأضاف في الوقت نفسه أن هناك مجالات كثيرة تعمل فيها موسكو ضد الولايات المتحدة، قائلا: "سنحاسبهم على ذلك".