في مشهد مؤسف يعكس عدم المسؤولية والاستهتار بحقوق المسافرين، تم إنزال أكثر من 150 شخصا كانوا على متن طائرة متجهة من بيروت إلى القاهرة، من أجل وضعها بتصرف الرئيس اللبناني ميشال عون.
وذكرت إدارة طيران الشرق الأوسط "ميدل إيست" أن "الأمر كان خارجا عن إرادتها، وأعلنت أنها بذلت قصارى جهدها من أجل تأمين سفر الركاب على متن رحلة مسائية أخرى إلى وجهتهم المقصودة"، فيما قدمت اعتذارها للمسافرين على متن الرحلة 305.
ووفقا لوسائل إعلام لبنانية، فإن وفدا إعلاميا كبيرا سيرافق عون إلى نيويورك، وأن طائرة تابعة لطيران الشرق الأوسط وضعت في تصرفه ابتداء من مساء الاثنين لنقل كل الوفد المرافق.
وغادر عون إلى نيويورك لرئاسة وفد لبنان في افتتاح أعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وضم الوفد الرسمي وزير الخارجية جبران باسيل، ومندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة وسفير لبنان في واشنطن.
وكشفت صحيفة "الجمهورية" أن الوفد المرافق لعون، بالإضافة إلى الوفد الرسمي، يتألف من نحو 50 شخصا.
ويضم وفده مستشارين ومرافقين وإداريين وأمنيين، بالإضافة إلى زوجته وابنته، وقائد الحرس الجمهوري وطبيبه الخاص ومسؤول المراسيم والعلاقات العامة وأكثر من 25 من رجال الأمن.
ويثير موضوع سفر المسؤولين اللبنانيين إلى الخارج وإنفاقهم مبالغ ضخمة عبر استخدامهم لموارد الدولة، جدلا وانتقادا شديدا في البلاد.
ويعتبر ناشطون أن القيادات اللبنانية تنفق مئات آلاف الدولارات في أنشطتها الرسمية الخارجية، مما يعد هدرا كبيرا من خزينة الدولة التي تعاني عجزا ومديونية عالية.
ويعتبر كثيرون أن أسفار وزير الخارجية الرسمية باهظة التكاليف، علما بأن باسيل يشارك بمؤتمرات تتعلق بالمغتربين اللبنانيين حول العالم، لكنه بصفته الرسمية يسوق لسياسة التيار الوطني الحر ولشخصه من جهة أخرى.
وفي أبريل الماضي وأثناء انعقاد مؤتمر "سيدر" الاقتصادي لدعم لبنان، تعرض الوفد اللبناني المشارك لانتقادات في الشارع اللبناني، على خلفية حضور الوفد الرسمي بطائرات خاصة لحضور المؤتمر في باريس، فيما حضرت وفود الدول الدائنة للبنان ببطاقات سفر من الدرجة الاقتصادية.