بالتقاطع مع التطورات الدولية الاقليمية المتلاحقة، عسكرياً وسياسياً على الساحة السورية، يمضي الاطراف اللبنانيون على وجه العموم في الحديث ولو من باب رفع العتب عن التعثر الذي يواجه تشكيل الحكومة العتيدة، التي هي الأولى في عهد الرئيس العماد ميشال عون، بعد الانتخابات النيابية الاخيرة، ويعتبرها من أهم انجازاته.وفي هذا السياق يبرز السؤال عن صحة المساعي التي تدور في الكواليس حول تشكيل الحكومة يتولاها بعض الداخل والخارج؟ وأنّ هذه المساعي لم تتوصل، بعد، الى نتائج ولكنها تركت أملاً ضئيلاً من خلال الأبواب المفتوحة أمام القيّمين بها. بمعنى أن الأطراف الذين أجري الإتصال بهم، وجرت معهم محادثات لم يسجّلوا تنازلات، ولكنهم لم يوصدوا الأبواب في وجه أي مسعى. وهذا في حد ذاته يشكل عنصر إيجابي، وإن محدوداً. لكن الآمال التي عقدت على امكانية الموافقة على الصيغة التي اقترحها الرئيس المكلف من قبل رئيس الجمهورية قد سقطت .
إقرأ أيضا : الحريري مستمر في مساعيه.. والكرة عند آلاخرين
وفي المعلومات أنّ التهدئة التي حصلت في الجبل، تحديداً بين التيار الوطني الحر والتقدمي الإشتراكي كانت نتيجة لمساعي سعاة الخير الذين أجروا إتصالات حثيثة بين قصري بعبدا والمختارة، أسفرت عن نتائج فورية فكانت تغريدة من وليد جنبلاط وردّ من التيار، ثم قرار من التيار يدعو الوزراء والنواب وسائر محازبيه الى وقف السجال، فجاء موقف مماثل بقرار من الإشتراكي. إلاّ أنّ البعض يفصل بين المسألتين: مسألة تأليف الحكومة ومسألة التهدئة في الجبل. وفي تقدير هذا البعض أن الطرفين ما زالا على موقفيهما بالنسبة الى ما يُعرف بـِ العقدة الدرزية إذ إنّ تلطيف الأجواء إقتضته تطوّرات الأيام الأخيرة وما رافقها من تصعيد تُرجم بما يتجاوز الكلام! وفي هذا السياق أفادت معلومات من مصادر قريبة من الطرفين أنّ ثمة تخوّفاً كان من إفتعال حادث أمني في الجبل، ويكون بمثابة رسالة الى من يعنيهم الأمر.
إقرأ أيضا : التأليف في إجازة والأزمة مستمرة !
وفي المعلومات أنّ هذا التصور لم يرَ النور بعد إتصالات أكدت أنّ الجيش سيكون له موقف حازم جداً وحاسم جداً إزاء أي حادث أمني مفتعل مهما كان نوعه وأياً كان من يُقدم عليه، حتى ولو كان محدوداً في الزمان والمكان. خصوصاً وأنّ عودة الإضطراب الكبير الى لبنان غير مسموح بها. وعود على بدء فإنّ تشكيل الحكومة بات خصوصاً أنّ رهان البعض قد سقط على أن الضغط من شأنه، إذا تصاعد، أن يلوي ذراع رئيس الجمهورية أو الرئيس المكلف أو أي من باسيل وجعجع وجنبلاط... فالعناد هو سمة المرحلة إلاّ إذا نجحت المساعي الخجولة، غير الظاهرة، التي أشرنا إليها في البداية من أن بصيص أمل في نفق التشكيل المظلم في هذه المرحلة. ولكن هذا الامر مرهون كما ذكرنا في البداية ايضاً عن تقاطع التطورات الدولية والاقليمية المتلاحقة .