حذّر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من مخاطر المضي باشاعة اجواء سلبية عن الوضع الاقتصادي وبث اشاعات تضر بلبنان وتنظيم حملات تيئيس وقال : "لا الليرة اللبنانية في خطر ولا لبنان على طريق الافلاس، ونحن نعمل على معالجة الازمة الاقتصادية الراهنة وعلينا ان نكون شعبا مقاوماً لليأس، وكما قاومنا من اجل حريتنا وسيادتنا واستقلالنا، علينا اليوم ان نقاوم من اجل انقاذ وطننا".
موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا وفدا من اندية "الليونز" برئاسة حاكم المنطقة 351 التي تضم لبنان والاردن وفلسطين والعراق المهندس ايلي زينون وذلك لشكر رئيس الجمهورية على رعايته حفل التسليم والتسلم الذي اقيم مؤخراً، ولعرض النشاطات الانسانية والبرامج المقررة للعام 2018.
في مستهل اللقاء ألقى الحاكم زينون كلمة شكر فيها رئيس الجمهورية على الاستقبال، وقال:"اتينا اليكم لنشد على اياديكم النظيفة وكي نكون سنداً لكم ونتعاون لما فيه خير وطننا وشعبنا. حلمكم بوطن نهائي وكيان ابدي هو كحلم مؤسس جمعية الليونز، في الخدمة بلا مقابل".
واضاف: "مسؤوليتكم الوطنية جُبلت بالعرق والدم. مسؤوليات جسام ألقيت على عاتقكم ونعرف حكمتكم التي ستطوع الرياح فتمشي كما تشتهيه سفينتكم"، وأكد " إننا نعمل سوياً من أجل قضية واحدة، قضية الانسان والمواطن الذي يعشق الحرية والديمقراطية والاستقلال".
وختم زينون بالقول: "تأكد فخامة الرئيس ان الليونز إلى جانبكم، ونحن نلتقي معكم في الخدمة والمواطنية التي تعتمد على الرؤية والتخطيط والمبادرة".
وردّ الرئيس عون بكلمة رحب فيها بالوفد، مثنيا على النشاطات التي يقوم بها اعضاء اندية الليونز خصوصا لجهة المساعدات التي يقدمونها لمن هم بحاجة من مستشفيات وافراد، وقال: "لقد انطلقتم في المئوية الثانية، وصمودكم في المكان والزمان طوال كل هذه الاعوام هو دليل قوتكم النابعة من مجانية العطاء. ونحن نتمنى ان تكون مئويتكم الثانية مليئة بالعطاء كالمئوية الاولى وافضل، عسى ان تكون الظروف في لبنان والدول العربية التي تمثلونها قد باتت افضل ونعمت بالسلام، لأن ما تعيشه اليوم هذه الدول من اهوال وظروف صعبة تشير الى عبثية الحروب التي تنتهي بالانسان الى انظمة اوتوقراطية تستعبده عوض ان تحرره."
وقال الرئيس عون: "نحن في العالم العربي اصبحنا جميعا شهداء احياء، وقد طاولت شظايا الحروب في المنطقة لبنان عبر الارهاب والخلايا النائمة. ونشكر الله اننا نجحنا في ترسيخ الامن الداخلي وحصنّا حدودنا، ونحن في مرحلة العناية بالامن الاقتصادي بعدما ورثنا اعباء اقتصادية كثيرة. وقد وضعنا خطة اقتصادية، الا ان هناك جوا يتم تعميمه ومفاده ان الوضع الاقتصادي على شفير الهاوية. وهذا غير صحيح ومسيء."
اضاف: "لا الليرة اللبنانية في خطر ولا لبنان على طريق الافلاس. الوضع الاقتصادي صعب ولكن ما ينشر من شائعات يضر بلبنان. نحن لا ننكر ان هناك ازمة، الا اننا نقوم بمعالجتها من خلال اقرار الموازانات الامر الذي لم يحصل منذ قرابة 11 سنة، كما من خلال الخطة الاقتصادية التي توصلنا اليها ومن خلال مؤتمر "سيدر". لقد اتينا للقيام بعملية انقاذ وانني اطمئن المواطنين، واحذّر من مخاطر المضي بحملات التيئيس والحالات النفسية الضاغطة."
وختم بالقول: "علينا ان نكون شعبا مقاوما لليأس. لقد قاومنا من اجل حريتنا وسيادتنا واستقلالنا، واليوم علينا ان نقاوم من اجل انقاذ وطننا."
ورداً على اسئلة الحضور اكد الرئيس عون ان ثمة جهات سياسية تعمل على بث الشائعات في مواجهة الخطوات الاصلاحية التي بوشر القيام بها، مؤكدا ان التحقيقات مستمرة في كل المخالفات التي تضع اجهزة الرقابة يدها عليها، وان ما حصل في مطار رفيق الحريري الدولي هو موضع تحقيق وسيتم تحديد المسؤوليات، وكذلك الامر في ما يتصل بالمخالفات المالية التي يتم الكشف عنها.
وكان الرئيس عون، ترأس صباحا اجتماعا تحضيراً لمشاركة لبنان في اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة التي تبدأ الاسبوع المقبل في نيويورك. وحضر الاجتماع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم وعدد من اعضاء الوفد المرافق لرئيس الجمهورية والدبلوماسيون في وزارة الخارجية.
وتم خلال الاجتماع البحث في ابرز المواضيع المطروحة على جدول اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة وموقف لبنان حيالها، اضافة الى المراحل التي قطعهاالطرح الذي قدمه الرئيس عون في كلمته العام الماضي في ما يتعلق بالدعوة إلى أن يكون لبنان مركزا لحوار الحضارات والثقافات والاديان والاعراق.
واستقبل الرئيس عون الامين العام لرابطة العالم الاسلامي وزير العدل السعودي السابق الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، مع وفد ضم مدير عام الاعلام في الرابطة عادل الحربي ومدير عام ادارة العلاقات الدولية محمد المجدوعي. وتم خلال اللقاء عرض الدور الذي تقوم به رابطة العالم الاسلامي في مجالات عدة ابرزها الحوار الاسلامي- المسيحي، حيث نوه الدكتور العيسى بما يقوم به لبنان لاطلاق مركز دولي لحوار الحضارات والثقافات والاديان يؤدي الى تطوير ثقافة الحوار بين الشعوب بمختلف الانتماءات الدينية، معربا عن استعداد الرابطة لمساعدة لبنان في هذا المجال.
ورحب الرئيس عون بالدكتور العيسى مشددا على اهمية الحوار بين كل المذاهب المسيحية والاسلامية معتبرا ان لبنان هو المكان الطبيعي لاستضافة مثل هذه النشاطات نظرا للتنوع الديني والثقافي فيه ضمن وحدة اللبنانيين.
وحمَّل الرئيس عون الدكتور العيسى تحياته الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يولي العلاقات اللبنانية- السعودية والتضامن بين الشعوب العربية والاسلامية اهتماما دائما.
واستقبل الرئيس عون رئيس مجلس القضاء الاعلى الرئيس القاضي جان فهد وعرض معه شؤونا تتعلق بعمل القضاة مع انطلاقة السنة القضائية وسير العمل في المحاكم. وقدم الرئيس فهد للرئيس عون تقريرا حول حضور المرأة اللبنانية في القضاء لافتا الى ان 48 بالمئة من قضاة لبنان نساء يتولين مراكز حساسة واساسية ويلعبن دورا فاعلا.
كما تطرق البحث الى التحضيرات الجارية لاحياء اليوبيل المئوي لمحكمة التمييز الذي يصادف في شهر ايار المقبل.
واستقبل الرئيس عون، رئيس "مؤسسة النورج" الدكتور فؤاد ابي ناضر مع وفد من بلدة خريبة الجرد في محافظة عكار، ضم المختار السيد نبيل غصن وخادم الرعية الخوري كامل كامل وعدداً من ابناء البلدة والمشرفين على وضع المشروع النموذجي الذي سوف يتم تنفيذه في البلدة بالتعاون مع المؤسسة وجامعة الروح القدس في الكسليك. وشرح اعضاء الوفد للرئيس عون تفاصيل المشروع الذي ينفذ في البلدة العكارية التي نزح ابناؤها منها في العام 1975، لافتين الى ان العمل في البلدة بدأ جدياً على اعادة اعمارها برعاية بارزة من رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج ابو جودة، حيث تم ترميم كابيلا القديس يوسف وتعبيد الطرق واعادة بناء وترميم 40 منزلا.
وطالب الوفد بتأمين التمويل اللازم لاعادة اعمار البلدة من وزارة المهجرين وتأمين البنى التحتية التي تحتاجها البلدة كمياه الري من خلال انشاء برك طبيعية او حفر آبار ارتوازية لتنمية الزراعة وانشاء شبكة الصرف الصحي بما يتلاءم مع حركة البناء السريعة التي تشهدها البلدة، واتمام اعمال المساحة الكلية للبلدة ضمن الحدود التي تظهرها بوضوح خرائط الجيش اللبناني ومنع التعديات على املاك الخريبة، وتسجيل ما يسمى بمشاع البلدة باسم اصحابه من ابناء البلدة، وانشاء مركز دائم للجيش اللبناني في البلدة لطمأنة المواطنين. وابدى الرئيس عون اهتماما بمطالب البلدة واعدا بمتابعتها مع الادارات والهيئات المختصة، منوها بأهمية بقاء اللبنانيين في اراضيهم وعدم النزوح منها.
وفي قصر بعبدا، رئيس شركة "سيتا- SETA" في منطقة الشرق الاوسط والهند وافريقيا السيد هاني الاسعد والمحامي سيمون القاعي، اللذان اطلعا الرئيس عون على عمل الشركة في مطار رفيق الحريري الدولي والظروف التي ادت الى حصول اعطال على نظم تقديم خدمات الرحلات الجوية ما احدث ازمة في حركة الملاحة الجوية في المطار قبل ايام.