تحولت مظاهرة مناهضة لقانون "الدولة القومية" الذي أقصى اللغة العربية من اللغات الرسمية المعترف بها في إسرائيل وسط تل أبيب في أغسطس/آب الماضي إلى "درس سياسي" حقيقي لخص بجلاء وضع اللغة العربية داخل إسرائيل.

فقد استجاب عدة آلاف من الإسرائيليين للدعوة، لكنهم وجدوا أنفسهم يرددون خلال الاحتجاجات كلمات وعبارات عربية، ويعكس هذا المشهد "تعطشا كبيرا" لدى عدد متزايد من اليهود الإسرائيليين للتحدث باللغة العربية، فهي ليست فقط اللغة الأم التي يتحدث بها المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل، أي خمس السكان تقريبا، بل هي أيضا لغة العديد من الآباء والأجداد لليهود الإسرائيليين الذين هاجروا من دول عربية.

كما أن اللغة العربية باعتبارها لغة سامية تشترك في صيغتها المنطوقة على الأقل في العديد من المفردات مع العبرية، مما يمكن الإسرائيليين من المتحدثين بالعبرية من فهمها والتقاط بعض مفرداتها بسهولة.

ومع ذلك، ووفقا لبيانات الحكومة الإسرائيلية فإن 8.6٪ من الإسرائيليين اليهود فقط يقولون إن لديهم دراية باللغة العربية.

لكن عددا متزايدا من الإسرائيليين اليهود يبادرون اليوم لتعلم اللغة العربية من تلقاء أنفسهم في مدارس اللغات أو من خلال الدورات الدراسية عبر الإنترنت أو في اجتماعات مصغرة بأماكن العمل، ومؤخرا أيضا من خلال المكوث مع عائلات في قرى عربية داخل إسرائيل.

في مدرسة "هامباسيا" مثلا -وهي إحدى مدارس تعليم اللغات في تل أبيب- ارتفع الطلب بشكل ملحوظ على دروس اللغة العربية لدرجة فاق معها حتى الإقبال على اللغة الفرنسية.

ويرى المدير التربوي للمدرسة آريل أولمرت -وهو ابن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت - أن هناك في إسرائيل ردة فعل مضادة للسياسة الرسمية القومية، وهو ما يفسر هذا الاهتمام بلغة الضاد.

ويؤكد أولمرت "أن كون معظم اليهود لا يتكلمون اللغة العربية هو أحد الأمور السخيفة في المجتمع الإسرائيلي، لكن كلما ازداد النزاع السياسي قوة وعنفا يسعى الإسرائيليون المؤيدون للسلام في المقابل جاهدين لتعلم اللغة العربية والتحدث بها".