صافح جعجع إعلاميّي «رابطة خريجي الاعلام» برئاسة عامر مشموشي، وردّ على ملاحظة حول نقصان وزنه إسوة عون، فقال: «الجنرال مهما نزل وزنو بيضل حرزان».
من دون انتظار أيّ سؤال دخل جعجع في صلب موضوع تأليف الحكومة فقال: «وقّعنا اتفاقاً بشقّين بين «القوات» و»التيار»(الوطني الحر). الأوّل سياسي، والثاني له علاقة بالمشاركة في السلطة، فلا أحد يتصوّر أن نتفق سياسياً ونروح عالبيت، وفق هذا الاتفاق تفاهمنا على تقاسم الحقائب ومنها السياديّة في حكومة الـ24 وزيراً على أن ينال الرئيس وزيرين، وأن نتقاسم الحقائب في حكومة الثلاثين على أن ينال الرئيس ثلاثة وزراء، فخرج علينا الوزير جبران باسيل بمقولة إننا نقضنا الاتفاق في عدم دعم العهد وهذه كانت حجّة». واضاف: «اذا كنا عارضنا بواخر الكهرباء بالمناقصات التي حصلت نكون ضد العهد؟ قطعاً لا. هناك إجماع من فرنسا الى أندونيسيا على أنه وفي أحسن الحالات هناك تبذير في ملف البواخر، لقد حاولنا تجنيب العهد الدخول في هذه المسألة، أما باسيل فحرّف الموضوع الى «الإخلال» بتفاهم معراب، وإذا كان لا يريد هذا الاتفاق فنحن نريده».
وقال جعجع: «لنتحدث في موضوع المقاييس أو المعايير التي طرحوها. لقد طرحوا أولاً أنّ لكل 3 نواب وزيراً ثم عادوا وطرحوا وزيراً لكل 4 نواب واليوم أسمع أنّ العدد ارتفع الى 5. وفقاً لمعيار الأربعة نواب فإنّ التيار يمتلك كتلة من 19 نائباً، أما العهد فيمتلك 10 نواب، وإذا تجاوزنا الغش والزعبرة تكون حصّة التيّار والعهد 7 وزراء، أو ثمانية وزراء، هذا إذا لم تحتسب حصة الرئيس مرتين. وإذا كنا نريد تشكيل حكومة «عالمظبوط» تكون الحصص كالآتي: 8 وزراء لـ»التيار» والرئيس 5 وزراء لـ»القوات»، وزير لحزب الكتائب ووزير لـ»المردة».
وذكّر جعجع بنسب باسيل التي جاء فيها: «نسبة تمثيل «القوات» 31 في المئة من أصوات المسيحيين، وهذا يعني اننا نمثل ثلث المسيحيين، إذاً لنا الحق بثلث التمثيل المسيحي الوزاري، أي 5 وزراء. وأنا الآن اقول إننا نمثل ثلث المسيحيين ونريد ثلث الحصّة المسيحية الوزارية».
وعاد جعجع الى الرواية الأصلية لمشكلة التأليف، فقال ممازحاً: «كالعادة الشيخ سعد «ما بيقدر إلّا على خالتو»، طرحنا معه هذه الارقام والمعايير وقلنا له «هيك مظبوط»؟ قال: مظبوط، (أي 5 وزراء مع وزارة سيادية، فعاد بعد أن تشاور معهم، وقال: «هودي مش قبلانين وانت بتعرف يا سمير وضع البلد والاقتصاد». وطلب أن نقبل بأربع حقائب مع وزارة سيادية هي وزارة الدفاع، ولم يعارض أحد إلّا الوزير باسيل، فقلت له: «أوكي». فذهب وفاوضهم ثمّ عاد ليقول لي «يا سمير هودي متهوّرين، ووضع البلد لا يتحمّل»، عاد الى «خالتو» (ممازحاً أيضاً)، وقال: «سمير ما عم يقبلوا وانت تعرف الوضع، فقلت له: كيف هيك يا شيخ سعد لقد خفّضنا مطلبنا الى الحد الأدنى، فقال: بتاخدوا وزارة خدماتية رابعة «وشو رح يطلعلكن من السيادية». فشاورت الإخوان في الهيئة التنفيذية وقلنا: لم لا؟ اذا نالت «القوات» حقيبة خدماتية رابعة يكون الأمر مستأهلاً، ووافقنا، وذهب الشيخ سعد بتشكيلته الى الرئيس عون ورفضها».
واستخلص جعجع: «عندما وصلنا الى هذا الحد، قلنا لا، لن نقبل بأن يرجعنا احد الى ما قبل الانتخابات وأن يتجاهل نتائجها، ولن نقبل أن يُخسِّرنا أحد ما ربحناه في الانتخابات، لقد عدنا الى المربع الاول: نحن نمثّل ثلث المسيحيين ونريد ثلث الحصة المسيحية في الحكومة».
ولدى سؤاله عن كلام عون عن أنّ حصة «القوات» هي 3 وزراء، أجاب جعجع ساخراً: «في نظر الرئيس نستحق عشرة وزراء والجنرال «قد ما حريص عالعلاقة استدرك ما قاله ونفاه».
وردّ جعجع على اتّهامه بمحاربة العهد فقال: «أن تقف في وجه مناقصات خاطئة في ملف البواخر لا يعني أنك تواجه العهد. نحن دعمنا الرئيس عون في كل الملفات، في قانون الانتخاب وعودة اللاجئين واستعادة الجنسية كنا معاً. دعم رئاسة الجمهورية، لا علاقة له بالاعتراض على ملف تلزيم البواخر، والإصرار على أن تمرّ في ادارة المناقصات التي يتولّى رئاستها شخص عيّنه العماد عون».
واعتبر جعجع «أنّ بعد كل ما جرى في ملف تأليف الحكومة لا توجد نيّات حسنة وقد عدنا الى المربع الاول».
وعن إمكان تعديل الحريري التشكيلة الوزارية التي قدمها أخيراً لعون على حساب «القوات»، اجاب جعجع: «هذا امر غير وارد ولا حكومة من دون القوات». وأضاف: «فاوضنا بحسن نيّة وعندما وقعنا على صخر سحبنا عرضنا السابق»، وقال: «لا أتخوّف أبداً من حكومة من دون «القوات»، ذلك مع أنّ الوجود خارج الحكومة هو مكسب في ظلّ ما نشهده من تردٍّ للأوضاع».
وعن ضرورة اللقاء مع باسيل، قال جعجع: «الصراحة أنّ باسيل لا يريد هذا اللقاء، لقد اجتمعت بالرئيس عون وطلب مني اللقاء مع باسيل فأرسلت الوزير ملحم رياشي للاجتماع به، لكنه لا يريد، هل نأتي به مخفوراً الى الاجتماع؟».
ورداً على سؤال عن دور السعودية أو إيران في عرقلة تأليف الحكومة، قال جعجع: «لا السعودية ولا إيران تعرقلان تشكيل الحكومة، وما يُحكى عن طلب سعودي من الحريري التشدد في حصّة «القوات» هو غير صحيح، فهل مَن يمتلك كتلة من 15 نائباً يتنازل عن تمثيله؟».
وعن مطلب باسيل أن يكون لعون ولـ»التيار» الثلث الوزاري المعطل، قال جعجع: «ربما باسيل يسعى الى الثلث المعطل تحسّباً لأيّ طارئ، لكن في الواقع انّ الرئيس عون هو أكثر من ثلث معطل».
وهل هو مستهدَف كما في زمن الوصاية السورية؟ أجاب جعجع: «نحن مستهدفون من فئة صغيرة، لا بل من مجموعة صغيرة، لكنّ الآفاق مفتوحة أمامنا. فعلاقتنا مع الجميع جيّدة، إلّا أنّ آفاق مَن يستهدفنا مقفلة».
وفي سؤاله عن باسيل هل هو ضد الجميع؟ صحّح جعجع السؤال قائلاً: «هو ضد الجميع وليس الجميع ضده».
وعن عقد المجلس النيابي جلسات تشريع قبل تأليف الحكومة، أوضح جعجع أنه لا يزال يدرس هذا الموضوع وأنه ينسّق في هذا الشأن مع تيّار «المستقبل».
وحرص جعجع في ختام اللقاء على إمرار رسالة الى «حزب الله» في موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فقال: «إنّ المحكمة شُكّلت بقرار اتّخذته الأمم المتحدة وتساهم فيها 120 دولة وقضاة من 15 دولة، والرئيس الحريري أطلق موقفاً شهماً ومرناً، والمفروض بالطرف الآخر أن لا يردّ عليه بتسمية شارع باسم مصطفى بدرالدين، ولا بتعليق صورة بدرالدين في مجلس النواب. المطلوب من «حزب الله» موقف كبير بكبر الموقف الذي أطلقه الحريري، والمطلوب التصرّف بمسؤولية»، و«متل ما رايحة الأمور هيك منا مقبولة».