فاجأ رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط فريق الثامن من آذار بموقفه المتعلّق بتكليف رئيس حكومة منتسب لتيار المستقبل أو من تسمية كتلة الرئيس سعد الحريري الأمر الذي اعاد خلط أوراق التحالفات داخل الطبقة السياسية رامياً بأكثرية مسيطرة الى أقيلة مستنجدة بقوة من يقود فريق الثامن من آذار لبسط سلاحه المعنوي لتخويف من ارتدّ وعاد إلى دينه وخرج من كم عباءة المرشد ليدخل العباءة الملكية بعد أن أعيته الطقوس الفارسية وأمرضته قداديس الطوباوي العوني، وذوته نظرات المقاومين الحادّة.
لم تكن زيارة أبي فاعور وزير الملفّات الخاصة للنائب وليد جنبلاط إلى المملكة العربية السعودية من أجل العمرة وزيارة الأماكن المقدسة ، وإنما كانت طواف جديد حول كعبة العرب" ورجم للهبل السوري ليخرج من المدينة ة ومكةّ حاجاً ومعتمراً بلباس سعودي يحرره من نجاسات الأمس ويطهره تطهيراً.
تفيد المصادر الخاصة بأن الوزير فاعور قد استكمل ما بدأه جنبلاط من اعادة تصحيح لمسار سياسي جنبلاطي- سعودي مركب وفق تحالفات لبنانية تعطي تيار المستقبل مكانة كان قد فقدها بعد أن استقال جنبلاط من رئاسة الرابع عشر من آذار ليندمج ببطئ بصيغة الثامن من آذار، وليعود بعد ذلك إلى وسطية مقنعة بأقنعة شفافة جداً.
تفيد المصادر ان المملكة طلبت من وزير جنبلاط الإعلان الواضح والجلي لموقف رنّان من الحكومة وتشكيلها كمقدمة لتحسين شروط العلاقة بينهما والعودة بها إلى سوابق عهودها.
فعلاً صرح جنبلاط بطريقة لا تحتمل الالتفاف في ملف تسمية رئيس الحكومة وأعلن موقفاً حازماً وحاسماً ووجه رسالة عونية عاجلة موهنه من كتلة تعتبر نفسها السيدة المطلقة في الحكومات استناداً إلى ورقة تحالفية مع حزب الله وإلى كرم شيعي مفتوح على شهيات عونية لا تشبع.
ربما يكمل جنبلاط مساراً في سياسة التلاقي مع السعودية والمستقبل وربما تصمد المصادر الموثقة لعلاقة ثابتة بين زعيم الجبل والمملكة العربية وحلفائها في لبنان وربما تكون الظروف الحالية مجالاً واسعاً للتنفسّات الجنبلاطية لتحريره من الضغوطات التي كانت منتشرة وسائدة أثناء الانقلاب الشهير على " السعدية " السياسية والمجئ بالمقياتية على رئاسة حكومة رسنها في يدّ حزب الله كما تدّعي تيارات الرابع عشر من آذار.
فهل تبقى الظروف ظروفاً مساعده للسياسات الجنبلاطية؟
يبدو أنّ الحادثة المفتعلة بين تياريّ التوحيد والتقدمي مجرد رسالة صغيرة كتبت بالحبر الخاص ويمكن أن تكتب بالدماء وهذا ما يضع جنبلاط مجدداً في دوامة الخوف الذي لا صبر ولا طائلة له عليه .لأن نتائجه مخسّرة لطائفة تكمن قوتها في وقوفها على تل الجبل .
فهل نشهد ولادة لحكومة سعودية بعد أن فشلت الحكومة الإيرانية في لبنان ؟
هذا واقع التوصيف للانقسام السياسي والطائفي والمذهبي في لبنان.