صحيح أن وطني لبنان عزيز على قلبي لكن الأصح ما قاله الإمام علي (ع ) : { ليس بلد بأحق من بلد خير البلاد ما حملك } فدولة فرنسا التي تحملني اليوم وتحمي كرامتي بقوانينها ودستورها ومؤسساتها العظيمة بعظمة عدالتها ونزاهتها وشفافيتها التي تستند إلى مبادىء الديمقراطية والعلمانية والدولة الديمقراطية العلمانية سفينة لكل شعب مظلوم غارق في بحر ظلمات وظلام الأحزاب الدينية الإسلامية الإستبدادية الوحشية بثوب الدين والأحزاب العلمانية المعادية لمبادئ الديمقراطية بثوب الشعارات الكاذبة والماكرة والخداعة .
إقرأ أيضا : هكذا يُصْبِحُ الدين أفيوناً وطاعوناً
فما رأيته ببصري وأدركته ببصيرتي هنا في دولة فرنسا من حقوق وضمانات ومؤسسات تهتم بشأن الإنسان كل إنسان مقيم على أرضها مهما كان دينه ومذهبه وفلسفته ومعتقداته يفرض على ضميري أن يشهد بقوله : أن فقهاء الأديان كافة وأحزاب الأديان جميعا مستحيل بفقههم ومعتقداتهم وثقافتهم أن ينجزوا واحداً بالمئة من العدالة التي تحيا فرنسا بها وجعلت شعبها من الشعوب العظيمة على سطح الأرض يليق بهذا الشعب أن يكون سيدا من سادة كوكبنا شريكا أساسيا بتقرير مصير البشرية فيه ، فلم أعد أؤمن بدين أو مذهب أو فكر فلسفي لا يرفع قُبَّعَتَه احتراما لشعب فرنسا وأحزابها وجمعياتها ومنظماتها المُفْعَمة بالقيم الإنسانية الفطرية التي يحبها الله تعالى ورسله ورسالاته وملائكته وعقلاء خلقه .
فقهاء الدين والأحزاب الدينية الإسلامية ظلام وظلم وظلمات ومعمل لصناعة دول الإستبداد لأن فكرهم الديني لا يصنع سوى حكام قمعيين ينازعون الله قميص الولاية وثوب الربوبية ورداء العظمة والقداسة والجبروت ، والأحزاب العلمانية الشرقية ظلم لأنها أحزاب معادية لمبادىء الديمقراطية وتتحايل على الديمقراطية لاحتكار السلطة والإستبداد بها .