التيار العوني برئاسة حزبه الوطني الحر، هو حزب كأي حزب لبناني له سياسته ومصلحته التي يسعى من خلالها للسيطرة بقدر ما يستطيع من أجل أن يمسك بتلابيب الدولة، رئيس التيار الوزير جبران باسيل ما زال يطل علينا بين مناسبة مخترعة هنا وموجودة هناك ـ مثله مثل غيره كله على حساب الشعب ـ بفضل الدهاء السياسي الذي تملكه جميع الأحزاب بقياداته، واعداً الشعب اللبناني خلال مناسبة أقامها،وهو في معرض كلامه يرد على من بيده وزارة الكهرباء، وهل الكهرباء معنا لكي تطالبوننا بتغذية كاملة؟! كأنه يتذاكى على الشعب اللبناني بمعظمه،ومتناسياً ومتجاهلاً عندما كانت وزارة الكهرباء معه ومع تياره كيف غطت العتمة والظلمة على لبنان وشعبه، شأنهم شأن الكثيرين من قيادات الأحزاب والسياسيين والزعماء من الذين يحشدون كل العناوين الطائفية والدينية من أجل الحصول على غنائم ومصالح تعود بالنفع الخاص، وعندما يتفقون فإن هذه المصالح لا تعود إلى لبنان وإلى شعبه..
نعم لقد نجح السياسيون والزعماء الذين ورثوا إرثاً لربما يحسدون عليه أن يعبثوا بالبلد بذكائهم الخارق وبدهائهم الملهم أن يعبثوا بالبلد وبمقدرات الشعب،ويحملون همومهم وقضاياهم المالية والسياسية والمالية إلى آفاق العالم، لقد ضاق صدرنا وضاق صدر الشعب اللبناني وصدر لبنان بطموحاتكم وطموحات القيادات الفذة، وأصبحوا وصاروا يطمحون إلى إحداث ضجيج في العالم بعد أن نجحوا في تخريب بلدهم..
إقرأ أيضًا: هل تراب كربلاء للسجود والشفاء؟
وضمن هذه المتاهات والطموحات الضيقة أصبحنا نعيش كلبنانيين نريد أن يكون لبنان ملتحقاً بالجبرنة والبسلنة والحزبنة والأسلمة ، بل أصبح أضيق أفقاً يتراوح بين ( السورنة والسعودة والقطرنة والأيرنة والعرقنة واليمننة .... وهلم جرا)..
كلكم تعلمون بأن طموح الشعب اللبناني أمام تجربته المرة والمريرة التي يتألم منها ويتوجَّع بها، لا تتجاوز بكل بساطة سوى الشعور بالأمن والأمان والطمأنينة وأدنى تأمين فرص العيش والخدمات القليلة والواضحة التي لا تحتاج إلى نخر الصخور وخوض البحور وتأمين التوابل والبخور، هي ماء وكهرباء وهل نحتاج إلى أفذاذ وعباقرة ونوابغ عابرة للآفاق والسماوات السبع والأرضين السبع وما فيهن وما بينهن، بل نحتاج إلى "رجال" يملكون ضميراً ويملكون إيماناً حقيقياً بوجود الله تعالى، أن يعملوا في خدمة البلد والوطن وخدمة ناسهم وناخبيهم ومحبيهم، وليس في خدمة جيوبهم وأزلامهم وعائلاتهم.. هنا فليسأل كل لبناني نفسه وضميره ـ من دون أي اتهام ـ كيف يمكن أن تتوفر مصادر السلاح ومصادر الشركات العالمية ومصادر البواخر وهلم جرا، التي كلفتها أكبر بكثير من كلفة ـ تأمين الماء والكهرباء وتأمين فرص العيش ـ والكل يعلم أنها باهظة الثمن، ومن يأتي بها ويدفع ثمنها ويمول استعمالها.. هذا كله برسم كل لبناني..