لا تملك كل الأمراض عنصراً جينياً، غير أنّ فهم المزيد عن تاريخ والدتك الصحّي قد يحسّن فهمك لجسمك ويحدّد التوقعات للمستقبل. لذلك يجب أولاً طرح الأسئلة المهمّة التالية على والدتك اليوم قبل الغد:
• كيف هو وضع قلبكِ؟
إذا توفي أحد أفراد عائلتك فجأة، فذلك قد يعكس صحّتك. إسأل أهلك عن التاريخ العائلي لأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وموت أحد الأقرباء قبل 55 عاماً للرجال و65 عاماً للنساء. هذا يُعتبر موتاً مُبكراً ويجب على الطبيب معرفة ذلك. لكن من جهة أخرى يجب عدم الهلع، حتى عند سماع الأخبار السيّئة. من المهمّ معرفة أيّ تاريخ عائلي خطير، وفي المقابل خفض عوامل الخطر الأخرى المحتملة بواسطة الغذاء ونمط الحياة الصحّيين.
• كيف كانت تجربتكِ مع الطمث ومرحلة انقطاعه؟
في الواقع، فإنّ دورة الأم الشهرية ترتبط بشدّة بطمث ابنتها. فإذا بدأت في عمر متأخر، من المحتمل أن يحصل الأمر ذاته معها أيضاً. وفي منتصف العمر، يمكن للدورة الشهرية أن تعكس المشكلات التي تعرّضت لها الوالدة خلال مرحلة انقطاع الطمث.
يجب أيضاً الاستفسار من الأم عن أيّ تاريخ مرتبط بتكيّس المبايض الذي هو عبارة عن اضطراب هورموني. إنه يرفع احتمال التعرّض لمجموعة كبيرة من المشكلات المتعلّقة بالأيض، والمزاج، والخصوبة، والحمل. متلازمة تكيّس المبايض هي خلل الغدد الصماء الأكثر شيوعاً عند النساء، وبنات اللواتي عانين هذه المشكلة لديهنّ مستويات أعلى للإصابة بدورهنّ بها مقارنةً بالمرأة العادية.
• هل عانيتِ مشكلات في الحمل أو الولادة؟
تجربة الأمّ مع الحمل، بما فيها مشكلات الخصوبة والولادة والرضاعة وفترة ما بعد الولادة، قد تزوّد ابنتها بمعلومات عن صحّتها النسائية والتوليدية. مشكلات عدة تكون جينية. بالنسبة للمريضة الحامل، من المهمّ الاطّلاع على ما كانت مرحلة حمل أمّها، وأيّ تعقيدات أو مشكلات قد واجهتها كقصور عنق الرحم، أو المخاض قبل الأوان، أو خسائر الحمل المتكرّرة، فذلك قد يعرّضها بدورها لخطر أكبر.
• هل سبق أن أُصبتِ بالسرطان؟
من المحتمل أن تكون والدتك قد تعرّضت لسرطان صغير قابل للعلاج عندما كانت صغيرة أو حتى قبل ميلادك، ولكنها لم تخبرك بذلك وبالتالي عليك الاستفسار جيداً عن الموضوع. كذلك عليك معرفة التاريخ العائلي لمختلف أنواع السرطان. الاختبارات المخصّصة لأنواع عدة من المشكلات الصحّية تُجرى عادةً بعد عمر الـ 50، لكن في حال وجود تاريخ عائلي لمرض معيّن فلا بدّ من إجراء الفحوصات اللازمة أبكر.
على سبيل المثال، إذا أُصيب أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى، كالأم أو الأب أو الأخ أو الأخت، بسرطان القولون والمستقيم قبل الـ 60 من العمر، أو أصيب إثنان من الأقرباء من الدرجة الأولى في أيّ عمر كان، يجب عليك إجراء اختبار سرطان القولون في مرحلة مُبكرة، تحديداً عند بلوغ الـ 40 عاماً. لا شكّ في أنّ الفحوصات المُبكرة تُنقذ حياتك، ووجود تاريخ عائلي للمرض يعني أنك في خطر أعلى. غير أنّ ذلك لا يؤكد أنك ستُصاب بالمرض حتماً.
• هل تتعرّضين للصداع النصفي؟
الصداع النصفي (Migraine) ليس إطلاقاً كالصداع العادي الذي قد يُصيب أيّ شخص، إنما يترافق عادةً مع أعراض أخرى كمشكلات في البصر، والغثيان، والحساسية تجاه الضوء، وقد يدوم الألم لساعات ويسبّب التعب لأيام. إستناداً إلى «The Migraine Research Foundation»، يمكن للصداع النصفي أن يكون شائعاً بين أفراد العائلة، و90 في المئة من المصابين به لديهم تاريخ عائلي له.
• هل تشكين من أيّ مشكلة جلدية؟
العناية بالبشرة تستدعي أكثر من مجرّد وضع الماسكات الملائمة على الوجه! من المهمّ التحدث إلى أمك عن صحّة بشرتها، بما فيها الشامات التي أزالتها أو أيّ إصابة بسرطان الجلد. من الضروري أيضاً المعرفة بوجود تاريخ عائلي لسرطان الميلانوما بين أفراد العائلة من الدرجة الأولى، وبالتالي الحرص على إجراء الاختبارات الجلدية اللازمة سنوياً.
• ماذا عن تاريخ صحّتكِ النفسية؟
يمكن لأمّك أن تكون قد عانت أحياناً الكآبة أو أيّ مشكلة أخرى مرتبطة بالصحّة النفسية، ومن المهمّ التحدث عن ذلك. أيّ تاريخ للكآبة، أو الإدمان، أو القلق، أو الاضطرابات المزاجية يملك أهمّية كبرى بما أنّ هذه المشكلات لا تؤثر فقط في الشخص وحده إنما أيضاً في العائلة.