ظهرت ملامحه على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي نفى نية النظام شن هجوم عسكري شامل على إدلب.
ومن جملة المؤشرات الأخرى اللقاء المرتقب الاثنين، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي، لبحث الوضع في إدلب.
وإلى جانب التجاذبات والمواقف السياسية المتبدلة، عكست الأنباء الميدانية التي تناقلتها وسائل إعلام، قبل أيام، والتي أشارت إلى انسحاب مفاجئ لـ"قوات النمر" التي يقودها العميد سهيل الحسن، من محيط إدلب وتحديدا من ريف حماة الشمالي باتجاه ريف بادية السويداء، التي تشهد معارك ضد تنظيم الدولة من جانب قوات النظام، مؤشرا مهما على استبعاد الخيار العسكري أو تأجيله من موسكو، بحسب محللين.
وأرجع محللون عسكريون توقعاتهم هذه إلى تلقي سهيل الحسن الأوامر مباشرة من روسيا، ومنهم المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد أديب عليوي، الذي رأى أن كل المؤشرات الأخيرة تشير بوضوح إلى تأجيل معركة إدلب تحت ضغط دولي.
ومركزا على دلالة انسحاب "قوات النمر" من محيط إدلب، أضاف عليوي لـ"عربي21"، أن "تحرك الحسن الأخير، الذي هو جندي لدى روسيا وليس لدى النظام، يؤكد أن هناك قرارا اتخذ بتأجيل المعركة، وخصوصا أن مهام قيادة العملية كانت موكلة له".
وعن ما تعكسه التعزيزات التركية المتواصلة إلى نقاط المراقبة في إدلب، اعتبر المحلل العسكري أن تزويد تركيا لنقاطها بسلاح هجومي، يلمح إلى انقلاب روسي على اتفاق "خفض التصعيد" الذي تم التوصل إليه في أستانا بين الدول الضامنة لهذا المسار (تركيا، روسيا، إيران).
وأوضح عليوي أن التحركات التركية تؤشر إلى حذر تركي وتحضيرات حتى لا تكون هناك خديعة أخرى من روسيا، وقال إن "هذه التعزيزات ليست لحماية نقاط المراقبة قطعا، إن كان من حيث عدد العناصر أو نوعية السلاح الهجومي- أكثر من كونه دفاعيا"، مشيرا في هذا السياق إلى رفض تركيا تكرار تجربة حلب وغيرها في إدلب.
من جانبه، أشار الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، إلى مؤشر آخر، يتمثل في الموقف الإيراني المتناغم إلى حد ما مع الموقف التركي.
وقال السعيد لـ"عربي21" إن "إيران التي وصل خلافها مع موسكو حول سوق النفط، إلى اتهام موسكو بالترحيب بالعقوبات الأمريكية، تبدو اليوم أكثر قربا بمواقفها من تركيا التي تسعى إلى وقف العمل العسكري".
وفي الشأن ذاته، أشار إلى تسريبات تكشف عن تطمينات حصلت عليها أنقرة من طهران بموقف إيجابي حيال إدلب، في حال لم تلتزم أنقرة بالعقوبات الأمريكية على النفط الإيراني.
وبحسب السعيد، فإن الدبلوماسية التركية ونجاحها -حتى الآن- في تجنيب إدلب التصعيد العسكري، يعطي انطباعا بأن خيار التصعيد العسكري في الشمال السوري بات خيارا مستبعدا.
ومن بين المؤشرات الأخرى، بحسب قراءة الباحث ذاته، التحركات الأوروبية في ملف إدلب، والتي يحركها الخوف من موجة لجوء إلى أوروبا، وقال: "يبدو أن الطرف المقابل لعمل عسكري روسي في إدلب، هو تركيا وأوروبا، وليس الجماعات الإرهابية كما تروّج موسكو".
يمان نعمة