أولا: النابغة سالم زهران...
حقّ للبنان أن يُفاخر بالإعلامي سالم زهران العالم أجمع، إعلامي سطع نجمه تلفزيونيّياً، وابتدع لشخصه مركزاً للمعلومات والإعلام، يُنافح ويُطبّل لتيار المقاومة والممانعة، يتمسّح على أعتاب حزب الله، ويدّعي صداقة مع الرئيس نبيه بري تصل إلى حدود وحدة الحال، على علاقة وثيقة مع الأجهزة الأمنية في لبنان وسوريا، يستطيع أن يطّلع على خفايا الأمور فيفضحها متباهياً بمقدرته الشخصية، يعلم السّر وأخفى (تشبُّهاً بالذات الإلهية)، يطّلع على مخازي الخصوم وفضائحهم، فيُجرّح بهم دون أي وازع، ولا تأخذهُ بهم لومة لائم، يستند إلى حماية قوى الممانعة ويُجاهر بذلك، لا يجرؤ جهاز أمني على مُساءلته عن ما يقترفه لسانُه بحقّ الشخصيات أو المسؤولين أو الجهات الحزبية، أو بحقّ الدول الشقيقة والمجاورة.
آخر إبداعات زهران بالأمس اختراقُه كواليس البيت الأبيض، والاطلاع على ما يدور في أروقته، فيكشف بالتّفصيل هوان زعماء العرب أمام سيد البيت الأبيض، فقد استُدعي أمير الكويت ليمثل أمام الرئيس الأميركي لمدة خمس دقائق فقط، فقد ارتكبت دولة الكويت مخالفة استراتيجية بتوقيعها عقوداً نفطية مع دولة الصين، وهذا ما لم يرُق للسيد ترامب، فأمر بفسخ العقود وإبرام عقودٍ أخرى مع الولايات المتحدة، وتخصيص مبلغ خمسين مليون دولار لمكتب محاماة لإنجاز فسخ العقود قانونياً.
إقرأ أيضا : بانوراما لبنان الجديد : إدانة وطنية شاملة لكلام سالم زهران عن أمير الكويت
ثانياً: النيابة العامة التمييزية تُحرج اتجاه زهران...
قامت قيامة الإخوة العرب في الكويت، والحمد للّه لم يتناه لأسماع ترامب عن عبقرية زهران، لذا فهو لن يُعلّق على تلفيقاته والاعيبه، لكن اللافت للنظر اليوم، تحرُّك النائب العام التمييزي طالباً من الأجهزة الأمنية المختصة القيام ب"تفريغ شريط المقابلة التلفزيونية" للإطلاع على مضمونه، لأول مرة يتبادر للذّهن أنّ النيابة العامة طلبت سوق زهران أمام القضاء للتّحقيق معه أسوةً لما يحصل مع غيره من الناشطين على وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، ليتبيّن أنّه هيهات هيهات، زهران أكبر وأعظم من أن يتجرأ أحدٌ على سؤاله عن تجاوزاته واتّهاماته ، فقد سبق له أن اقترف موبقاتٍ أفظع من هذه عندما قال أنّ الرئيس سعد الحريري "يروح ورجلهُ فوق رقبته لعند بشار" فيما لو طلب منه ذلك محمد بن سلمان ولي عهد السعودية، وتصديقاً لذلك ، هاهو زهران يُرحّب بخطوة النائب العام، وهو على يقين بأنّها لن تُحرّك شعرةً واحدة في مفرقه، فهو في حرزٍ حريز، في حماية المقاومة والممانعة، والاستدعاءات أمام الأجهزة الأمنية والقضائية مُخصّصة لسائر المواطنين "الغافلين".