طالبت جمعيات ومؤسسات عامة تدعم المهاجرين في ألمانيا وزير الداخلية هورست زيهوفر بالاستقالة من منصبه بعد أن أدلى بتصريح مثير للجدل حول أحداث كيمنتس.
ووجهت عدة مؤسسات عامة، بينها المؤسسة الخيرية Schuelerpaten Deutschland واتحاد Neue Deutsche Organisationen والجالية التركية في ألمانيا ومجلس صربيا المركزي وغيرها، رسالة مفتوحة إلى وزير الداخلية اعتبرت فيها أن زيهوفر لا يأخذ على محمل الجد الخطر الناجم عن النزعة اليمينية المتطرفة التي برزت مجددا في البلاد، ما يجعله غير مؤهل للدفاع عن مصالح كافة مكونات المجتمع الألماني.
وجاء في الرسالة: "إننا كمواطنين، نشعر بقلق بالغ على بلادنا. ويثير قلقنا أن المتطرفين اليمينيين يهيمنون على الأخبار ويهددون الأجانب، ويقصدوننا نحن! صدمنا بتوجيه التحية النازية لنا في بلد تمكن في يوم من الأيام من التغلب على أصول النازية. إننا قلقون لأننا وأطفالنا لا نستطيع التنقل بحرية وأمان بسبب شكلنا المختلف وأسمائنا ومعتقداتنا".
من جانبه، شدد زيهوفر على أن "أي بلد في العالم غير قادر على استيعاب المهاجرين بأعداد غير محدودة، قائلا إن الهجرة الشرعية والمنتظمة هي أساس للاندماج الناجح للمهاجرين".
وتأتي الرسالة ردا على عبارة استخدمها زيهوفر مؤخرا في سياق تعليقه على تظاهرات مناهضة للهجرة شهدتها مدينة كيمنتس ترافقت مع أعمال عنف، وقال للصحفيين إن "الهجرة أم كل المشاكل".
وبعد هذا التصريح أجرت قيادة الشرطة ولاية سكسونيا السفلى التي تتبع لها كيمنتس إداريا "جلسة استراتيجية" خرجت باعتماد بيان يندد بكلام وزير الداخلية ويطالبه بأن "توخي الانتقائية عند اختيار العبارات"، بحسب صحيفة Hannoversche Allgemeine Zeitung.
ووصفت الشرطة تصريح زيهوفر بـ"غير المقبول"، خاصة في ضوء تزايد أعداد المهاجرين في صفوف الشرطة بساكسونيا السفلى في السنوات الأخيرة.
من جانبه، عبر رئيس وزراء ساكسونيا السفلى، ستيفان فايل، عن عزمه إرسال بيان ينتقد تصريح زيهوفر الأخير إلى المستشارة أنغيلا ميركل بغية "رفع مستوى توعيتها" بالخلفية السياسية القائمة.
وسبق أن هدد وزير الداخلية الألماني بالاستقالة بسبب خلاف مع ميركل بشأن سياسة الهجرة التي تتبعها.