اعتبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، خلال مؤتمر الطاقة الاغترابية الثالث لاميركا الشمالية في مونريال، أنّ "هذا المؤتمر أصبح النواة للوبي لبناني يعبر عن "عالمية لبنان" ويؤكد أن حدوده هي العالم، ويُجسّد الرسالة الإنسانية التي يمثلها لبنان بإنسانه المنتشر المبدع في كل العالم".

باسيل رأى أنّ "أقبح ما عندنا في السياسة في لبنان أن من يَجد تعباً وتضحيةً يُتَهمُ بالفساد ومن يلهثُ فساداً يُعتبر شاطراً ".

وقال: "اتيت اليكم حاملاً أثقال السياسة اللبنانية مع طائفيتها ومذهبيتها، مع زبائنيتها وفسادها، مع كسلها وجهلها، وذهنية القناصل عند معظم سياسيّيها. أجد الأوكسجين عندكم، لأعود وأغوصُ في دهاليز السياسة المقيتة"، مضيفا أنّ " في قانون الإنتخاب جُهد كبير منا لتكريس حقوقكم وتحايل كبير منهم لتطييرها نصا وممارسةً؛ وفي تأليف الحكومة طَمَعٌ وإعتداء وإبتعاد عن التمثيل الشعبي الصحيح لصالح الإستقواء الخارجي، وفي الجنسية قوانين ومراسيم وقرارات لإقرارها من جهتنا وعراقيل وحجج وأكاذيب لتطييرها من جهتهم".

وأشار باسيل إلى أنّه "كأن في لبنان من يسعى لجعله أكثر لبنانية، ومن يسعى لجعله أقل لبنانية وأكثر سورية وسعودية وإيرانية وفلسطينية وأميركية وإسرائيلية.... يبقى أن أعظم ما فينا هو لبنانيتنا رابطة إنتمائنا؛ اللبنانية هي تَمَيُزِنا وهي خُلاصة ثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا".

باسيل الذي اعتبر أنّ "لبناننا عظيم ولكنه مُثقل"، قال: "أحاول الإنسلاخ عنه لآتي إليكم يومين وأعيش معكم اللبنانية في عرسها، لكني ما ألبث أن أنشدَ اليه خائفاً على المقيمين فيه من توطين النازحين واللاجئين، ومتحفزاً لإعادة المنتشرين".

ولفت إلى أنّ "إستعادة الجنسية كان حقاً لكم وأعطي، أما الآن فأصبح واجبا عليكم أن تستعيدوها وتكونوا جنودا في سبيل إعادتها لمستحقيها. والانتخاب في الخارج كان حقا لكم وأعطي في الدورة السابقة، وإختيار ممثليكم في الخارج هو حق لكم وأعطي للدورة المقبلة، وأصبح لزاما عليكم أن تشاركوا".

وقال: "شاء القدر أن نصل الى وزارة الخارجية ونقوم بواجبنا تجاه لبنانيين أصيلين، ندرس ملفاتهم ونبلغهم أنهم أصبحوا لبنانيين قانوناً وما عليهم سوى تسلّم إخراجات قيدهم دون الحاجة لأي مراجعة، وسنبحث عنكم واحداً واحداً، ونجنسّكم لنحافظ على لبنان".

وأضاف: "خطونا بإتجاه تمكين الأم اللبنانية المتزوجة من أجنبي، من منح جنسيتها لأطفالها ومساواتها بالرجل عبر مشروع القانون الذي تقدمنا به، من دون تعريض لبنان لخطر التوطين عبر الإستثناءات التي وضعناها فيه، وأنا آمل أن نتعاون مع كل المعنيين ونضغط لإقرار صيغة قانون توافقية".

ودعا المغتربين "الى تسجيل زيجاتكم وأولادكم لإكتساب الجنسية عبر المعاملات العادية، القنصلية أو القضائية والوزارة من أجل ذلك، تتابع خطواتها بإتجاه تأمين الخدمات الإلكترونية لتتمكنوا حيثما كنتم أن تتواصلوا معها وتتقدموا بطلباتكم اليها، كما حصل مع جوازات السفر وفي التسجيل للإنتخابات".

وأوضح أنّه "إن لم يتمكن أحدكم من الحصول على جنسيته من خلال 1- قانون إستعادة الجنسية و2- قانون إختيار الجنسية 67/68 و3- القرارات القنصلية والقضائية العادية، الطريقة الرابعة هي المرسوم الجمهوري الذي يمنح بموجبه رئيس الجمهورية الجنسية لمستحقيها

ورأى أنّ "اللبنانيين إن فقدوا جنسيتهم، فقد لبنان هويته، وإن فقد لبنان هويته وإستبدلها بأخرى، نزوحاً أو لجوءاً أو تكفيراً، فمعنى هذا أننا فقدنا أغلى ما عندنا، وطننا".

وفي هذا السياق، قال: "كونوا معنا جنوداً للجنسية، فإستعادتها تسقط مشروع التوطين من جانبكم، أما من جانبنا فقد نجحنا سياسياً بإسقاط مشروع توطين السوريين".

وتابع: "ألفنا البارحة اللجنة اللبنانية-الروسية لتنفيذ المبادرة الروسية بخصوص عودتهم، ونحن نعمل مع الخارجية السورية على إزالة العراقيل من أمام عودتهم، وكذلك نعمل شعبياً على خلق المناخات المؤاتية والمشجعة على العودة الآمنة والكريمة".

هذا وأشار إلى انّ "مقاومة التوطين ورفض إحلال النازحين واللاجئين مكانكم ليست فقط سياسية ونحن نقوم بها بكل الأحوال، وإختلفنا مع معظم الناس لذلك، و"مش فارقة معنا أحد برا وجوا" وما بدنا نعمل رؤساء جمهورية كرمال قضية التوطين، لكن هناك المواجهة الإقتصادية وهي بحاجة اليكم"، لافتا إلى أنّ "المطلوب هو جهد بسيط إضافي وهو توزيع المنتجات اللبنانية في الإنتشار وشرائها من بائعيها".