عاماً بعد عام، ينتظر الجميع، شركات وأفراداً، حدث "آبل" السنوي الذي تكشف من خلاله الشركة العملاقة عن أحدث هواتفها وأجهزتها الجديدة. ولا شك في أن الشركة الأميركية الأولى، تعرف جيداً كيف تبهر الجميع بهواتفها، لذا يترقب العالم هذا الحدث بشغف لمعرفة آخر الابتكارات والتصاميم التي ستطلقها الشركة والتي ستضيفها إلى طُرزها الحديثة.

ستيف جوبز، مؤسس شركة آبل، هو الذي قدم هواتف "آيفون" للعالم في العام 2007. ومنذ ذلك الحين تغيّرت الطريقة التي ينظر بها العالم إلى الهواتف. وعلى مر السنين، استطاعت آبل ان تغيّر مقاييس هذه الصناعة، وتقدم للعالم تقنيات لم يُسمع بها من قبل، لتبدأ بعدها عمليات المنافسة والابتكار بين شركات تصنيع الهواتف، لجذب اهتمام المستخدمين وتقديم الأفضل لهم.

وفي ظل المنافسة الشديدة في السنوات القليلة الماضية، لا سيما مع شركة "سامسونغ" الكورية العملاقة و"هواوي" الصينية، إلا ان آبل حافظت على موقعها الريادي ومعيارها الذهبي في السوق، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالجودة والكفاءة وخط التسعير. وهي بذلك حرصت على تطبيق ما صرّح به رئيس شركة آبل ستيف جوبز عندما أطلق جهاز الآيفون لأول مرة، بأن هذا المُنتج هو منتجٌ راقٍ يتم تصنيعه بدقة، ووضع بحثًا موسعًا وراءه.

وبالفعل فهذه هي الطريقة التي تُبرّر بها آبل تسعيرها المرتفع لأجهزتها الآيفون خلال السنوات العشر الماضية.

كيف تطوّرت أسعار هواتف آبل!

إذا ما رجعنا بالزمن الى الوراء، نلاحظ ان أسعار الهواتف الذكية، لا سيما هواتف آبل، في ازدياد منذ سنوات. ولا تمثل اسعار هواتف آبل سوى أحدث مثال على هذا الاتجاه. هناك مجموعة متنوعة من الأسباب وراء هذا الازدياد في الأسعار، وأهمها بالطبع هو زيادة التكاليف (المزيد من المواد الممتازة، والمزيد من الميزات، والمزيد من البحث والتطوير).

إليكم جميع إصدارات أجهزة آيفون التي يبلغ عددها 11 جيلًا، وكيفية تطوّر أسعارها الأساسية (وهي أقل الإصدارات بأدنى سعة تخزين) عند الإطلاق:

iPhone: 499$

iPhone 3G ( 8GB): 599$

iPhone 3GS (16 GB): 599$

iPhone 4 (16GB): 599$

iPhone 4S (16GB): 649$

iPhone 5 (16GB): 649$

iPhone 5s (16GB): 649$

iPhone 6 (16GB): 749$

iPhone 6 Plus (16GB): 749$

iPhone 6s (16GB): 649$

iPhone 6s Plus (16GB): 749$

iPhone 7 (32GB): 649 $

iPhone 7 Plus(32GB): 769$

iPhone 8 (64GB): 699$

iPhone 8 Plus (64 GB): 799$

iPhone X (64GB): 999$

iPhone XS(64GB): 999$

: iPhone XS MAX1099$

iPhone XR (64GB): 749$

تجدر الإشارة هنا، الى ان هذه الأسعار تخص الولايات المتحدة الأميركية، وهي بالطبع تزداد طِبقاً لبلدان المبيع، فعلى سبيل المثال وصل سعر هاتف آيفون X في لبنان الى 1200$ عند طرحه في السوق.

عندما حطمت شركة آبل حاجز الـ1000 دولار بهاتفها الـ iPhone X السنة الماضية، سخر النقاد من سعرها الباهظ، وشككوا بأن الناس لن تشتري هاتف بهذا السعر، إلا أنه تبين لاحقاً أنهم مخطئون. وقال الرئيس التنفيذي الحالي للشركة "تيم كوك" بعدها، وتحديداً في شهر حزيران الماضي، أن جهاز iPhone X قد نفد من الأسواق في الأسبوع الأول من طرحه، أي في 3 تشرين الثاني 2017.

ومع مبيعات iPhone X القوية، تأكدت شركة آبل من أن المشترين الرئيسيين على استعداد لدفع ما يقرب من ذلك، إن لم يكن أكثر، بالنسبة إلى هواتفهم المحمولة. وهذا بالفعل ما دفعها لأن تبدأ بطرح هواتف بهذه القيمة وأكثر من خلال هاتفيها الجديدين iPhone XS وiPhone XS MAX.

هواتف الـ 1000$ باتت واقعاً لا محالة!

من الواضح أن هواتف آبل التي يبلغ سعرها 1000 دولار باتت واقعاً لا محالة، فطالما أن الهواتف هي جهازنا الرئيسي للحوسبة على مدار اليوم، فإن المشترين سيكونون على استعداد لإنفاق المزيد من المال عليها.

في نسخة iPhone X البالغ سعرها 1000$، أثبتت آبل لنفسها أن الناس يشترون منتجانها بأي سعر كان. وأقامت الشركة بذلك نقطة سعر جديدة، ليس فقط لنفسها، بل لصناعة الهاتف المحمول ككل. وبطريقة ذكية منها لجعل هاتفها أغلى من أي وقت مضى، تقوم الشركة بشكل كامل بتجديد تصميم هاتفها، وإزالة زر المنزل الأيقوني من الواجهة، وباتت تستخدم تقنية التعرف إلى الوجه لفتح قفل الجهاز، بالإضافة الى تكبير شاشتها وإضافة الرموز التعبيرية الجديدة الخ..

ولكن ما الذي يدفع الناس إلى أن يدفعوا هذه المبالغ الكبيرة لقاء هاتف محمول!

من الواضح ان الاتجاه نحو ارتفاع اسعار الهواتف المحمولة يعود إلى مدى أهمية الهاتف الخلوي كجهاز للاتصال والعمل والتصوير الفوتوغرافي والترفيه بالنسبة إلى الناس. وبما أن قوة المعالجة وتكنولوجيا الكاميرات وعمر البطارية وسرعات بيانات الإنترنت باتت في تحسن دائم جيلاً بعد جيل، فمن المؤكد أن القيمة التي يعلّقها الأشخاص على الهاتف سترتفع مع ارتفاع هذه المواصفات التي تقدمها الشركات لهم.

ليس هذا وحسب، فبعض الناس يرغب باقتناء أغلى هاتف ذكي ليبرز نفسه بين الناس بأنه من الطبقات الميسورة، الأمر الذي يزيد من ثقة الشركة بنفسها في ما يخص رفع الأسعار.

يقول بن وود، كبير محللي الأبحاث في شركة "CCS Insight " في حديث سابق لموقع CNET: "إن المستهلكين مستعدون لدفع المال الكثير مقابل الهاتف المحمول، لأنه يمكن القول إن هذا المنتج هو المنتج الأكثر أهمية في حياتهم".

ويتابع وود:" إن ارتفاع الأسعار ليس أمراً غير عادي، فكلفة المعالجات الحديثة والكاميرات تلعب دوراً هاماً، كما ان الشركة تضمن في سعر هاتفها كلفة الحمل المالي للبحث وتطوير المواد الجديدة في المنتج النهائي. أعتقد أيضا أن آبل اتخذت قراراً استراتيجياً لزيادة سعر هواتف آيفون الرائدة لزيادة عوائدها، لا سيما بعد تراجع أسهمها في الآونة الأخيرة".

ومن خلال زيادة أسعار الهواتف مع كل عملية تصنيع جديدة، تقوم آبل وشركات أخرى في الصناعة، بإنشاء شريحة فائقة التطور، يمكن أن تجعل كل عملية بيع أكثر ربحية. وهذا أمر مهم، حيث يبدأ الناس بالسعي إلى شراء هذه الهواتف، ظنًّا منهم أنها أفضل من الهواتف السابقة.

توقعات بزيادة أرباح آبل بعد الكشف عن هواتفها الجديدة

كشفت شركة Digitimes Research للأبحاث عن توقعاتها بتجاوز شحنات هواتف الآيفون الثلاثة الجديدة وهي: iPhone Xs ، Xs Max و XR نحو 85 مليون وحدة في النصف الثاني من العام 2018.

وتستند التقديرات إلى معلومات سلسلة التوريد، ومبيعات آبل السنوية، وعلامات ASP الخاصة بأجهزة الآيفون في السنوات السابقة. لذا فمن المتوقع أن يصل إجمالي شحنات أجهزة الآيفون إلى 127 مليون وحدة في النصف الثاني من عام 2018، ما يمثل نموًّا متواضعًا عن العام السابق.

ومع ذلك من المحتمل أن يصل إجمالي إيرادات الآيفون إلى ما يقرب من 100 مليار دولار أميركى في النصف الثاني من العام، بزيادة 10% عن العام الماضي.