قد يكون هذا العنوان مستفزاً للبعض من الذين جعلوا الرواية نصاً قبل النص القرآني، وحشوا أفكاراً كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان، مع بعض الفزلكات والحذلقات الفارغة ويحسبونها أنها من روائع الأدب الرفيع، سأنقل هنا رأياً يستحق التأمل والمناقشة ـ أقول للمتحذلقين ناقشوا الفكرة، والنيل من صاحبها دليل عجز ـ يقول الإمام الدكتور موسى الموسوي، مجدِّد إيراني، رحمه الله، حول الحديث المروي عن رسول الله (ص) الذي يقول في الإمام الحسين (ع): "الأئمة من ولده، وإجابة الدعاء تحت قبته، والشفاء في تربته".. إنما فسر تفسيراً حرفياً بدون أن يؤخذ بعين الإعتبار غرض رسول الله (ص) من قوله ـ الشفاء في تربته ـ فمن الوضوح أن غرضه من يزور الإمام الحسين (ع) حسب ما هو وارد في الطريقة الشرعية، ويدعو الله تعالى للشفاء، فإن الله قد يمنَّ عليه،وهذا لا يعني بأن تربة كربلاء يستحب السجود عليها، أو يجوز أكلها لغاية الإستشفاء،كما يفعله كثير من الشيعة، أو أن إجابة الدعاء تحت قبته لا تعني أن تطلب الحاجة من الإمام الحسين (ع)، بل الغرض واضح،وهو أنَّ من يدعو الله ويتضرَّع إليه في ذلك المكان،قد يستجاب له. ومهما كان فإن السجود على التربة الحسينية أصبح هو السيرة المتبعة حتى هذا اليوم،وحتى المجتهدين وولاة الفقه في عقر دارهم يسجدون عليها وهم يفتون بأن السجود عليها أفضل من السجود على غيرها.
ومع أننا نعلم جيداً ما يقوله فقهاؤنا عندما يسألون هذا السؤال حيث يقولون هناك فرق بين ما يسجد له وما يسجد عليه،فنحن لا نسجد للتربة، وإنما نسجد عليها،ولكنهم يغالطون أنفسهم قبل غيرهم..ـ ما زال الكلام للدكتور ـ وإنني قد رأيت كثيراً من هؤلاء الفقهاء يُقبِّل تلك التربة ويتبرك بها ويضعها على عينيه، وعندما نهرت أحدهم قائلا: ويحك كيف تقبِّل وتتبرك بترابٍ لا ينفع ولا يضر، قرأ لي هذا البيت: أمرُّ على الديار ديار ليلى/ أقبِّلُ ذا الجدار وذا الجدارا...
وما حبُّ الديار شغفن قلبي / ولكن حب من سكن الديار...
وإستناداً إلى ما قاله المجنون العامري قبل عدة قرون، سار فقهاؤنا على هذه البدعة،يتبعهم العوام عليها... إنتهى كلامه/ كتاب المتآمرون/ ص ـ 171 ـ 172/..