يُفترض ان يكون الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعدالحريري قد باشر تجديد اتصالاته وتدوير افكاره لإنجاز الصيغة الحكومية الجديدة والتي يفترض ان تكون نهائية بعد تعديل الصيغة التي قدمها الى رئيس الجمهورية ميشال عون وابدى عليها ملاحظات، تركزت حول حصة «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي، وعدم التوازن في تمثيل القوى السياسية لا سيما لجهة استبعاد بعض القوى، ويبدو ان الرئيس الحريري يتجه الى اعداد صيغة جديدة توازن بين ما يطمح اليه وما يُرضي «شريكه الدستوري» في التشكيل رئيس الجمهورية.
وتتحدث بعض المعلومات عن ان الصيغة التي يسعى اليها الحريري تتضمن منح «القوات» ثلاث حقائب خدماتية واساسية وحقيبة دولة أسوة بغيرها من القوى السياسية، وهو يسعى لإقناع «القوات» بهذا العرض لكن القوات تنتظر طبيعة العرض لتحدد موقفها من الحقائب فإن كانت معقولة قد تقبل بحقيبة دولة، لكن يبقى على الحريري مسألة معالجة مطلب الرئيس عون حول تمثيل كتلة الوزير طلال ارسلان(ضمانة الجبل) عبر الحل الوسط، وتمثيل النواب السنة المستقلين.
ويبدو ان «القوات» لا زالت على موقفها بدليل ما اعلنه نائب رئيسها النائب جورج عدوان الذي قال على هامش مشاركته في جلسة اللجان النيابية المشتركة امس:إن «القوات» وصلت الى مكان لا يمكن أن تتنازل عن حقها التمثيلي، مضيفا «أعتقد أن المقترح الذي قام به الرئيس الحريري أقرب الى الواقع فهو يهدف الى عكس التمثيل النيابي في الحكومة.
لكن عضو «تكتل التنمية والتحرير» النائب محمد خواجة قال لـ«اللواء»: انه لا يرى مؤشرات على قرب تشكيل الحكومة في المدى القريب لأنه لم يلمس اي تطورايجابي حتى الان، بانتظار المساعي الجديدة للرئيس المكلف، ولم نلمس بعد اي توجه نحو تعديل او تغيير الصيغة التي تقدم بها الى الرئيس عون. بل نلمس تأخيرا ومماطلة في تشكيل الحكومة، التي كنا ننتظر تشكيلها في عيد الفطر، واخشى ان ننتظر حتى عيد رأس السنة الجديدة اذا استمرت المماطلة. وانا اعتقد ان العقدة الحقيقية هي بين «التيار الحر» و«القوات اللبنانية» وليست في مكان اخر.
وعن المخرج الممكن ان يحصل؟ قال النائب خواجة: المخرج بيد الرئيسين عون والحريري والتكتلين المسيحيين الكبيرين «التيار والقوات» وليس عند أي طرف اخر. فمن جهته الرئيس نبيه بري ساعد كثيرا في بداية مشاورات التشكيل، وتمكن من اقناع «القوات» بالتنازل عن مطلبي نائب رئيس الحكومة ووزارة الدفاع، لذلك فالمطلوب وجود جدّية في حلحلة العقد، فهل الجدية موجودة؟
وتمنى خواجة «التركيز على حل العقدة المسيحية المعروفة، لأن وضع البلد لم يعد يحتمل خاصة على الصعيد الاقتصادي والمعيشي»، وقال: الازمة الاقتصادية باتت حادة وهناك مشكلات بطالة وبيئة ومشكلات اخرى كثيرة، ولكن هناك فرصة لتسريع التشكيل في ظل اندفاعة المجلس النيابي في عمله، وهي اندفاعة كبيرة نلحظها في عمل اللجان المشتركة التي لا يمضي اسبوع من دون ان تجتمع وتقر اقتراح او مشروع قانون.
واضاف: نخشى ان يمر الوقت والرؤساء لديهم زيارت للخارج لا سيما زيارة الرئيس عون الى نيويورك بعدعدة ايام، عدا عن سفر وزير الخارجية جبران باسيل (غادر امس الى كندا)، فتتأجل اكثر عملية تشكيل الحكومة.
واكد «نية الرئيس بري الجدية بعقد الجلسة التشريعية بعد توافر عدد معقول من اقتراحات ومشاريع القوانين»، وقال:ان المجلس يُعتبر في حالة انعقاد فور استقالة الحكومة، لكن الرئيس بري كان يستمهل عقد الجلسات التشريعية مراعاة للوضع السياسي وللتوازنات السياسية، لكنه مُصرّ الآن على الجلسات التشريعية، خاصة ان اللجان بدأت مناقشة مشاريع تتعلق بمؤتمر «سيدر» لدعم الاقتصاد ولا بد من اقرارها سريعا. وقد تفاهم الرئيس بري على الموضوع مع رئيس الجمهورية والحكومة وقد رحبا، ولا نعتقد انه توجد مشكلة، إذ لا يجوز تعطيل ام المؤسسات الدستورية اذا تأخر تشكيل الحكومة.