أميركا وخلال عقود الماضية حلبت الدول العربية لاسيما الخليجية وترامب ايضاً يمضي قدما لحلب الخليجيين من جديد، تحت ذريعة "الامن في المنطقة" واليوم وضعت سوريا نصب عينيها.
لذلك دعا البنتاغون كلا من الدول العربية في الخليج الفارسي والأردن ومصر، في اجتماع عسكري رفيع مشترك يوم الأربعاء، إلى تكثيف نطاق أنشطتها على الأرض السورية.
وأكد قائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية، الفريق أول ركن جوزيف فوتيل، في كلمة ألقاها خلال اجتماع مع رؤساء أركان دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، الذي جرى في الكويت لبحث سبل تعزيز التعاون العسكري والدفاع المشترك، "أهمية الوحدة العسكرية للدول المشاركة في المؤتمر إضافة إلى حيوية إسهاماتها في الجهود المبذولة في العراق وسوريا وأفغانستان وما يتعلق باستقرار المنطقة بأكملها".
وأوضح قائد القيادة المركزية الأمريكية أن "هذه المساهمات أحدثت تأثيرا كبيرا بما يصب في صالح سوريا ".
وكشفت مصادر عدة لوسائل الإعلام الأمريكية أن سيد البيت الأبيض استنكر سياسة دول عربية في الخليج الفارسي في سوريا، معربا خلال اجتماع موسع مع كبار المسؤولين الأمريكيين عن استيائه من عدم التدخل الكافي لضمان "استقرار" البلاد، فيما ذكرت تقارير أخرى أنه طلب من السلطات المصرية إرسال قوات عسكرية إلى الأراضي السورية.
في هذا السياق اكد "البنتاغون"، إن اجتماع الكويت لرؤساء أركان دول الخليج الفارسي ومصر والأردن وقائد القيادة المركزية الأميركية قد يكون تمهيدا لتشكيل ما يعرف بـ"الناتو العربي".
وبحسب المصادر، فإن "هذا الاجتماع يهدف إلى تكريس التعاون العسكري بين القيادات العسكرية في هذه الدول، بما في ذلك الاتفاق على خطط لمواجهة أي ظروف طارئة أو ناشئة أو أي حروب إقليمية ممكن أن تندلع".
وذكرت المصادر أنه "تم تعيين ضباط ستكون مهمتهم متابعة هذه الخطط العسكرية المشتركة، وتحديثها بشكل دوري، وهو ما يشكل نواة قيادة عسكرية مشتركة يمكنها أن تتعامل مع أي تطورات عسكرية في المستقبل".
فإن "التنسيق وصل إلى مراحل متقدمة، وهو يقتصر على القيادات العسكرية، بغض النظر عن التباينات السياسية بين حكومات هذه الدول".
فيما قالت المصادر الأميركية، إنه "لا يهم إن أطلقنا عليه اسم ناتو عربي أو غير ذلك، فالتسميات هي مهمة السياسيين. أما العسكر، فمهمتهم الاستعداد لأي طارئ للدفاع عن أوطانهم".
حول تفاصيل "الناتو العربي" نقلت وكالة "رويترز" عن أربعة مصادر أميركية أن البيت الأبيض يريد تعزيز التعاون مع "الدول الخليجية" ومصر والاردن بخصوص الدفاع الصاروخي والتدريب العسكري،ونعلم جيداً أن إقامة درع دفاع صاروخية والتدريب لتحديث جيوش تلك الدول من قبل واشنطن هي في الواقع طريق مجرب للحصول على ثروات والدولارات النفطية للدول العربية في الخليج الفارسي.
والخطة التي ترمي إلى تشكيل ما وصفه مسؤولون في البيت الأبيض والشرق الأوسط بنسخة عربية من حلف شمال الأطلسي أو "ناتو عربي" من شأنها على الأرجح أن تزيد التوتر في المنطقة. وقالت عدة مصادر إن إدارة ترامب تأمل أن تتم مناقشة ذلك التحالف الذي أُطلق عليه مؤقتا اسم "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" خلال قمة تقرر مبدئيا أن تعقد في واشنطن في 12 و13 تشرين الأول/أكتوبر.
نظرا لكل هذه المعطيات امريكا تريد ان تستفيد من ورقة "ناتو عربي" لمنع مواجهة مباشرة مع روسيا في الاراض السورية وهذا بمعنى ان واشنطتن لن ترسل قواتها البرية الى سوريا ولكن هل ستنجح هذه الدول ان تحل محل امريكا في سوريا ؟ والسؤال الاساسي هو : مع اي بلد سيحاربون ؟ مع القوات الايرانية او الروسية ؟ او مع تركيا التي تدعم اخوان المسلمين و هذه الدول حاليا عندهم مشاكل مع الاخوان السلمين او يريدون ان يحاربوا لاجل الحقول النفطية في سوريا ؟
ان هذه الدول سبق وان تحالفت بقيادة المملكة العربية السعودية لضرب اليمن، وكان من المقرر ان تنجز ما تريد في مدة زمنية وجيزة، ولكن اليمن تبدل الى مستنقع كبير لهم، وهذا الائتلاف ايضا لم يصب في خدمة امن المنطقة وخاصتا سوريا بل تبدل إلى عامل انعدام الامن فيها.