هاجمت الناشطة السياسية الإيرانية فائزة هاشمي، ابنة الزعيم الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني، النظام الإيراني بشدة في برنامج رو در رو (وجها لوجه)، واعتبرت أنه دمر الإسلام؛ بسبب سياساته الخاطئة، على حد تعبيرها.
وقالت رفسنجاني: "أنا لست ضد الحكومات الدينية، ونحن مثل الجميع، كنا نعتقد أن الجمهورية الإسلامية سوف تنجح، لكن الحكومة الإسلامية الإيرانية لم تفشل فحسب، بل دمرت الإسلام أيضا".
وأضافت: "كما نرى الالتزام بالحجاب بين النساء في إيران يواصل اتجاها نزوليا، والتزام الشباب والعوائل ومجتمعنا في إيران بالصلاة والصيام والعقائد الدينية أصبح ضعيفا جدا، وكل ذلك نتيجة سياسة الحكومات الإيرانية الخاطئة"، على حد وصفها.
وتابعت رفسنجاني انتقادها للنظام الإسلامي الإيراني قائلة: "لا يوجد في الدين إجبار للنساء على الحجاب، ونحن هنا نجبر النساء على أن يكن متحجبات، ومقارنة بالسنوات الخمس والعشر والعشرين الماضية وضع التزام النساء بالحجاب في تراجع، وأي حكومة إسلامية هذه التي يكون نتيجة حكمها تراجع النساء عن الالتزام بالحجاب الإسلامي؟".
وأكدت رفسنجاني في حديثها أن إيران بطريقة حكمها دمرت الإسلام، وقالت: "أي حكومة إسلامية هذه وإحصائيات شرب الخمور في إيران تشير إلى أن نسبتها أعلى من الكثير من دول العالم، أي حكومة إسلامية هذه التي نتاج عملها يكون هكذا، حكومتنا خلال أربعين عاما باسم الإسلام ارتكبت الكثير من الأخطاء، وهذا ما وجه ضربة للإسلام".
ورفضت رفسنجاني أن يتم تقديس الخميني وخامنئي وإعطاءهم لقب الإمام وقالت: "نحن لدينا أثنى عشر إماما، وإعطاء صفة الإمام للمرشد يحصنه من الانتقاد، فلا نستطيع انتقاد المرشد، لذلك أصبح انتقاد المرشد في إيران اليوم من الجرائم".
وطالبت رفسنجاني أن يتم التعامل مع المرشد بصفة مواطن عادي لا بصفة شخص يمتلك قدسية، خاصة أنه من العادي أن يتعرض للإساءة والانتقاد؛ لأنه موجود في رأس السلطة، وإن أراد هذا الشخص ألّا يتعرض للانتقاد فعليه أن ينسحب، وأنا ضد إعطاء لقب الإمام لأي شخص يكون في السلطات الإجرائية في إيران؛ لأن ذلك سينتهي بصناعة الديكتاتورية"، على حد تعبيرها.
وقالت: "تركيز السلطات في مكان واحد يخلق الفساد والديكتاتورية، والدستور الإيراني وضع جميع السلطات الثلاث (القضائية والتشريعية والتنفيذية) بيد المرشد، وهذا هو نفسه تركيز السلطات بيد الشخص الواحد، ومن الخطأ أن ينتهي كل شيء بيد شخص واحد، نحن لدينا مرشد، لا ضير في ذلك، لكن أن يكون المرشد هو كل شيء، فهذا بالتأكيد فيه إشكالية؛ لأن النظام في إيران تم وضعه بالشكل الذي ترجع فيه كل الأمور إلى مكان واحد (المرشد)، وهذا خطأ من وجهة نظري".
وانتقدت رفسنجاني بشدة الحرس الثوري الإيراني وقالت: "إحدى المؤسسات التي تعمل تحت سلطة المرشد هو الحرس الثوري. لم يسمح الحرس لحكومة روحاني أن تجري بعض الإصلاحات، كما أن أي خطوة يقوم بها روحاني يظهر الحرس الثوري ويعارضها".
وأضافت رفسنجاني حول قوة ونفوذ الحرس الثوري في إيران: "في الوضع الحالي، الحرس الثوري أصبح يمتلك سلطة وهيمنة واسعة في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعتقالات، حيث وزارة الاستخبارات في حكومة روحاني قللت من تلك الاعتقالات (السياسية)، لكن شعبة أمن المعلومات في قوات الحرس الثوري أصبحت بديلا عن وزارة الاستخبارات، وتقوم بهذه الاعتقالات"، في إشارة إلى اعتقال النشطاء والمنتقدين للنظام الإيراني.
وانتقدت بشدة رفسنجاني عدم وجود أي مسؤول من أهل السنة في حكومة روحاني، وقالت: "بينما صادق خان المسلم من أصول باكستانية يتم تعيينه رئيسيا لبلدية لندن، لا يوجد في إيران وزيرا أو محافظا أو مسؤولا من أهل السنة والجماعة الإيرانيين".
و أكدت رفسنجاني على عدم وجود مسجد واحد لأهل السنة في طهران، وقالت: "نحن في العاصمة الإيرانية طهران لا يوجد لدينا مسجد واحد لأهل السنة، ولا يوجد حتى مدير مدرسة من أهل السنة في مدارس طهران".