أولاً: السيدة هيلدا الخوري...
أعفى وزير التربية مروان حمادة الموظفة السيدة هيلدا الخوري من مهمّة إضافية كانت مُسندة لها، وهي إدارة الامتحانات الرسمية في الوزارة، والاكتفاء بوظيفتها الأساسية في مديرية الإرشاد (وتعيين موظفة لإدارة الإمتحانات، وبحمد الله من ذات الطائفة المسيحية)، ولم يتّضح حتى الآن ما إذا كان الوزير قد ارتكب مخالفة إدارية، كما لم يعلم المواطنون "الغافلون أمثالنا" ما إذا كان ثمّة ضرراً ما قد لحق بالسيدة الخوري، أم أنّها ارتاحت من هموم الإمتحانات ومصاعبها، وانصرفت لشؤون خاصّة أنفع وأجدى لها، بالطبع كان على الوزير أو المديرية العامة أن توضح ذلك، وتشرح أسباب إعفاء السيدة الخوري من مهام الإمتحانات، ومن ثمّ الإشارة إلى حقوق الخوري بالتّظلُّم أمام المراجع المعنية وصولاً لمجلس شورى الدولة، كما لم يتنام إلى أسماعنا أنّ الخوري تظلّمت لدى تيار رئيس الجمهورية للانتقام لشرف الطائفة الذي ثُلم من قبل وزير "طائفي"، والطّلب منه الاقتصاص من زملاء لها من الطائفة الدرزية أينما وُجدوا في وزارات التيار الوطني الحر.
إقرأ أيضًا: فخامة الرئيس .. ما في شي بالبلد ماشي، لا العالم الواقعي ولا الافتراضي
ثانياً: الوزيران أبو خليل والخطيب...
بادر الوزير سيزار أبو خليل،وزير الطاقة، (وهو بحمد الله لا تنقصه حميّة طائفية ولا شهامة محازبية)، فعاقب موظّفاً في مؤسسة كهرباء لبنان، وبالطبع جاء التبرير بالكيدية ردّاً على تدبير وزير التربية، لا لسوء سلوك الموظف أو تهاونه أو فساده، إلاّ أنّ الوزير أبو خليل لم يتباه بفعلته هذه، ولعلّه خجلٌ من سوء تصرُّفه، حتى جاء دور الوزير "الجهبذ" طارق الخطيب، وللعلم هو وزير البيئة، وللعلم أيضا، لم تشهد البيئة في لبنان سوءاً وتدهوراً كما هي الحالُ في عهده: انتشار النفايات والأمراض وفي مقدمها مرض السرطان، رُخص الكسارات التي وزّعها يمنةً ويسرة، ففتكت وما زالت في جبال لبنان، تلوُّث نهر الليطاني بصورة مأساوية، تلوُّث الشاطئ اللبناني بالنفايات، كوارث الصيد العشوائي، ومع ذلك وجد الوزير فرصة سانحة لتبيّيض صفحته عند أسياده، فعمد للاقتصاص من موظف لا ذنب له، سوى أنّه درزي، وهكذا تمّ نقل السيد نزار هاني من منصبه كراعٍ لمحمية أرز الشوف، والتي رعاها بجهوده وعرق جبينه.
حتى الآن لا بأس في ذلك، فالوزير الخطيب له في الوزير باسيل وسيزار أبو خليل والنائب زياد أسود أسوة حسنة، أمّا أن يُصرّح بعد ذلك بكلّ عنجهية وصلافة وقلّة أدبٍ واحترام مع جموع المواطنين أنّه إنّما ينتقم "سياسياً" ردّاً على زميله "الدرزي"، مع أنّه، كما قال، لاقى اعتراضاً من "رئيس تياره"، ومع ذلك فالحمية الطائفية مع ما تستلزم من شحنٍ وبثّ أحقاد وزرع السموم أولى عند الخطيب، لذا أقدم على معاقبة الموظف السيد هاني، مُتوعّداً بقوله: وإن عُدتُم عُدنا.
معالي وزير البيئة: يتحمّل اللبنانيون تلوُّث البيئة، ويدفعون أثمانها من أبدانهم وأعمارهم، أمّا "السّم الطائفي" فلا يمكن تحمّله، للأسف بات هذا العهد لا ضابط له، وبات الخلاص منه واجباً وطنياً، ولعلّه مُلّحاً.