يحتفل المسلمون بالعام الهجري الجديد، والذي يصادف أيضاً بداية إحياء مراسم عاشوراء وذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام عند الشيعة .
ومما لاشك فيه أن للمناسبتين اهمية بالغة عند عموم المسلمين لما تحملان من معاني قيمية وثقافية وانسانية .وما زالا لدى كثيرين من عموم المسلمين محل اهتمام لكثير من اصحاب الرؤى التحررية والاصلاحية عبر التاريخ وخصوصاً لما تمثله ثورة الإمام الحسين عليه السلام من ركائز أساسية ثابتة في مواجهة الفساد والإنحراف والظلم والحرمان.
إقرأ أيضا : الشيخ حسين الخشن للبنان الجديد: عاشوراء ليست مناسبة ضدّ السنة
هذه الركائز التي وللاسف لم يتم التطرق او الاشارة اليها في المجالس "الحسينية " لاسباب عديدة لسنا في معرض الولوج اليها ما يهمنا هو استلهام الدروس والعبر من تلك الملحمة العظيمة التي جسدها الامام الحسين وصحبه واهل بيته على الرغم من الاختلال الواضح بموازين القوى بين الطرفين . الا انهم برغم قلة العدد وقفوا بكل شموخ واباء بوجه الظلم والطغيان والفساد . واستلهام الدروس والعبر لا يتم من خلال إحياء مجالس النحيب والعويل والتحريض المذهبي ، بل من خلال التمسك بالقيم الاخلاقية والانسانية والدينية التي ارساها الامام الحسين اليس هو من قال : "إني لم أخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق". وعندما طرحوا عليه الموافقة على مبايعة يزيد اليس هو من قال " خيرني الدعي ابن الدعي بين السلة والذلة فهيهات منا الذلة ".
ونحن ابناء البقاع الموالون لآل البيت والذين نحيي كسائر ابناء المذهب الشيعي ليالي عاشوراء ومصاب الامام الحسين وصحبه واهل بيته ان نستذكر ايضاً عاشورائنا في العمل والمدرسة والمستشفى والكهرباء والماء التي حرم منها الامام الحسين وصحبه واهل بيته . اليس المطلوب اليوم منا ان نتحول من رعايا مسيرين تابعين الى مواطنين احرار لنا حقوق وعلينا واجبات وبهذا نكون قد خطونا الخطوة الاولى في استلهام الدروس والعبر من ثورة الامام الحسين . وعلينا ان لانكتفي برفع الشعارات فحسب بل علينا السعي والمطالبة بكل جرأة لنيل حقوقنا التي هي حقوق تكفلها الشرائع السماوية والمواثيق الوضعية .حتى لايبقى بقاعنا محروم يا حسين .