تناول الغداء مع أفراد عائلته، ودّعهم، استقل سيارته وتوجه الى عمله في دائرة أمن عام مطار رفيق الحريري الدولي، لكنه لم يتمكن من الوصول، بعد أنّ تربص له الموت، حيث انزلقت سيارته رباعية الدفع وسقطت في الوادي... هو المفتش ثانٍ في الامن العام بطرس الرحباني الضحية الجديدة التي انضمت الى لائحة الموت على طرق لبنان.
اكتشاف المصيبة
"عند الخامسة من مساء الأحد الماضي، خرج ابن بلدة عرطز- البترون من منزله، من دون ان تُكتب له العودة من جديد. كان الطقس ماطراً، انحرفت سيارته من نوع wrangler في وادٍ على عمق امتار في بلدته، بقي حتى صباح امس من دون ان تعلم عائلته بالكارثة التي حلّت"، وفق ما قال مختار عرطز موريس الحكيم لـ"النهار"، قبل ان يشرح: "مرّ عمال سوريون من المكان، شاهدوا سيارة في الوادي، سارعوا الى ابلاغ ابناء البلدة، لتنكشف المصيبة وتحضر الاجهزة الامنية وتفتح تحقيقا بالقضية... سقطت مركبة ابن السابع والعشرين ربيعاً، لفظ انفاسه من دون أن يعلم أحد لساعات طويلة بمصيره".
"يا ريت انا"
"اعتقدت عائلة الرحباني ان ابنها في عمله، حاولت والدته الاتصال به، فكان هاتفه يرن من دون ان يجيب. ظنت انه مشغول بعمله، لم يخطر في بالها ان الروح فارقت فلذة كبدها، لا كلمات تعبّر عن حالها وحال والده واشقائه"، قال المختار، لافتا الى انه "كيف لوالديه ان يصدّقا ان كبير اشقائه الذي انضم الى الامن العام قبل 7 سنوات رحل بلا عودة، وهما من كانا ينتظران عودته من عمله، فإذ يصلهما خبر وفاته. لسان حال والدته منذ ان علمت بموته (يا ريت انا يلي رحت مش هو)".
اليوم سيوارى بطرس الثرى، بعد أن يحتفل بالصلاة لراحة نفسه عند الخامسة مساء في كنيسة سيدة المعونات-عرطز، سيزف عريساً الى مثواه الاخير وسط اهله واحبابه...". سيرقد وحيداً، لكنه باقٍ في قلوب الجميع، فقد كان انساناً هادئاً ومقداماً، سيبقى ذكراه طيباً في كل مكان مرّ فيه ولو بعد سنوات.