أطلق ناشطون إصلاحيون في منطقة البقاع حملة عاشورائية بعنوان "بقاعنا محروم يا حسين" انسجاماً منهم مع ذكرى عاشوراء الإمام الحسين وما تمثله هذه الذكرى من إنتفاضة على الحرمان والفقر والإهمال والتسلط وهو الأمر الذي تعانيه المنطقة منذ عقود مع مجموعة من الولاة والسلاطين لا همّ لهم سوى مصالحهم السياسية والحزبية.
وبعدما أضحى الاحتفال بعاشوراء لدى كثيرين خارج أهداف الثورة الحقيقية وخارج الأسباب التي خرج من أجلها الإمام الحسين يعطي هؤلاء الإصلاحيون البقاعيون بعداً جديداً للإحتفال بعاشوراء فأطلقوا هذه الحملة علّهم يعبرون للرأي البقاعي خصوصا واللبناني عموما أن إحياء عاشوراء فعلاً وقولاً هو بالمواجهة الحقيقية للحرمان والفساد والتسلط، فاستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق صفحة "بقاعنا محروم يا حسين"لتجد هذه الصفحة رواجاً واسعاً خلال أيام قليلة وذلك كتعبير عن المعارضة الواسعة لما وصلت إليه الأمور من الإهمال والفساد في منطقة البقاع وغيرها من لبنان.
إقرأ أيضًا: عاشوراء مناسبة أكبر من أي طائفة أو دين
مفتي البقاع الشيخ عباس زغيب كان له مداخلة حول الحراك الجديد فتحدث إلى موقع لبنان الجديد مشيراً إلى أن "الامام الحسين عليه السلام هو صرخة الحق في وجه الظلم وهو عنوان لكل مظلوم مضطهد منكوب، لذلك كان كل حر بعد ثورة الطف والفتح الحسيني المبارك يأخذ منه شعاراً ورمزاً يقتدي به للوقوف بوجه كل حاكم فاسد لا يعمل على رفع الحرمان عن أهله وناسه".
وأضاف زغيب أن "منطقة البقاع وأهل البقاع هم مسلوبي الحقوق، وهم في لبنان يدفعون الفواتير في الدفاع عن لبنان ووحدته وكرامته ولكن للأسف عندما تصل النوبة لحضور الدولة بمؤسساتها والاحزاب بالتفاتتها لمن كان خزاناً رافداً ولا ينضب بالعطاء تجد الحرمان المتعمد والغياب الممنهج عن منطقة بعلبك الهرمل."
وقال زغيب "نعم إنها صرخة وجع يطلقها كل البقاع بإسم الإمام الغريب المظلوم الرافض لكل طاغٍ وظالم بأن بقاعنا مظلوم ومحروم ومنكوب يا حسين وهنا نقول أيضاً أن هذه الصرخة بإسم الحسين إن لم تجد آذاناً صاغية من الزعماء والأحزاب الفاعلة فإن البقاع سينتفض بوجههم إنتفاضة حسينية تُزلزل عروشهم وتقلب كراسي حكمهم وإن كلف ذلك بذل الأرواح لأن الحرمان ظلم وإذلال وتعدٍّ على الكرامة ومن كان الحسين عنوانه وقدوته فإنه لن يقبل بأن يتعدى على كرامته أحد".