تمنى الرئيس نجيب ميقاتي "تحريك ملف تشكيل الحكومة وكسر الجمود القائم على هذا الصعيد"، لكنه رأى " صعوبة ذلك في المدى القريب بسبب وجود خلافات نتمنى تجاوزها من أجل المصلحة الوطنية العليا".
وفي لقاء عقده مع عدد من العلماء والمشايخ لمناسبة حلول السنة الهجرية في دار العلم والعلماء في طرابلس تطرق الى موضوع دار الافتاء في طرابلس فقال"إن القانون واضح، وهو يحدد زمنا معينا تنتهي فيه ولاية الشخص المتولي لهذا المقام، ويجب إحترام هذا القانون.اليوم يُحكى عن تمديد، وأنا من حرصي على المقام والشخص الذي يشغل المقام، أرى أن ملجأنا الوحيد هو القانون والحفاظ على المهل القانونية، احتراما لهيبة هذا المقام التي لا تقبل بأن يكون الشخص الذي يتولاه ليس مثبتا بالقانون أو بالانتخاب ، لانه ربما يتعرض هذا المقام للضعف وهذا أمر لا يمكن أن نقبل به.
أضاف: يعلم الجميع أن العلاقة التي تربط صاحب السماحة الشيخ عبد اللطيف دريان وصاحب السماحة الشيخ مالك الشعار ليست دائما على ما يرام، وأعلم تماما أن أمورا كثيرة كانت تخصّ الأوقاف والافتاء في طرابلس كان يوضع لها سد في بيروت وتتعرقل بسبب هذه العلاقة المتوترة أحيانا، فهل نحن نريد أن نحافظ على مقام الافتاء وأن نسعى الى تسهيل أموره، أم أننا نريد مزيدا من العرقلة له. بالتمديد نكون قد مددنا العرقلة للافتاء وللأوقاف في طرابلس، ولو قام سماحة المفتي عبد اللطيف دريان قبل المهلة القانونية لا سمح الله بعزل صاحب السماحة مالك الشعار لكنا رفضنا الأمر جملة وتفصيلا، لكنها اليوم مناسبة لكي نلتزم بالقانون لأن هذا الالتزام يُريح الجميع.
وقال" ما يهمني هو أن يبقى الشخص الذي خدم هذا المقام معززا مكرما مصونا، لكن بالتمديد له، ستكون صورته مختلفة عما كانت عليه قبل التمديد، حيث سيفتح المجال أمام كلام كثير عن أسباب سياسية وغير سياسية، وعن أنه طلب هذا التمديد أو إستجداه أو غير ذلك، وهذ الكلام سينال من هذا الشخص في الوقت الحاضر، خصوصا أننا نعرف أن التمديد سيجعل من خدم هذا المقام ضمن فريق سياسي معين، ونحن نريد لهذا المركز أو لهذا المقام أن يكون للجميع وفوق الجميع.لهذه الأسباب عبّرت عن رأيي، وقد سألني صاحب السماحة وقلت له هذا الكلام، وأكدت له أننا حريصون جدا على الطائفة وعلى مقام الافتاء، واليوم هناك قانون يحدد هذه الأمور، وهي أنه مع إنتهاء الولاية يكلف القانون أمين الفتوى بادارة أمور الافتاء والأوقاف لحين إنتخاب مفت جديد، ونحن من حرصنا على عدم حصول أي شرذمة، أو أي تفكك ضمن الطائفة، نجتمع ونتفاهم على لائحة مصغرة من أربعة أو خمسة أشخاص، ونتوافق وندعو للانتخابات لأننا لا نريد مزيدا من الشرذمة على الساحة السنية وعلى الساحة الطرابلسية، ونريد لهذا المقام أن يبقى مصانا وفوق الجميع،والحمدلله ضميري مرتاح لأن هذا الكلام هو الصحيح إحتراما للمقام وإحتراما لمن خدم هذا المقام، ونحن ليس لدينا غاية سوى الحفاظ على طائفتنا وعلى مؤسستنا الدينية، وأن نكون يدا بيد لأن ذلك يجعلنا أقوياء بالشراكة الوطنية الكاملة مع الجميع.
وكان الرئيس ميقاتي إستقبل في دارته بطرابلس صباح اليوم السيد توفيق سلطان الذي قال "زيارتي لدولة الرئيس نجيب ميقاتي اليوم أولاً لتهنئته بالسنة الهجرية الجديدة وعرض الأوضاع السياسية في لبنان عموماً وفي طرابلس خصوصاً. وقد ثمنت دوره من خلال البيانات المشتركة مع رؤساء الوزراء السابقين، والمداخلة التي عبر فيها عن موقفه السياسي. موقف الرئيس ميقاتي يختصر وحدة الموقف الوطني الطرابلسي بالنسبة لموضوع رئاسة مجلس الوزراء والطائف، وكل ما يجري على الساحة اللبنانية. فلأول مرة أرى وحدة الموقف المعبّر عن دعم توجه الرئيس سعد الحريري الذي سأستعير منه قوله أن خير من يمثل طرابلس هو الرئيس نجيب ميقاتي".
وقال "في هذا الوقت بالذات اتمنى على الرئيس ميقاتي أن يجمع جميع قيادات طرابلس حول هذا الموقف الموحد. طرابلس لها ثقلها السياسي المعبّر الذي لا بد أن يكون "بيضة القبان" في تشكيل الحكومة الذي ننتظره بسرعة، أولاً للحاجة الوطنية، وثانياً لحاجتنا في طرابلس لمشاريعنا المتوقفة التي لا تستطيع الانتظار أكثر من ذلك".