اعتبر النائب في تيار "المستقبل" وليد البعريني أن الملف الحكومي بالظاهر وبالعلن مجمّد مع سفر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى ستراسبورغ ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى لاهاي، معربا عن أمله في أن يكون هناك من العقلاء من يعملون على المضمون وبعيدا عن الأضواء لاخراج الملف من عنق الزجاجة، وايجاد المخارج المناسبة للوضع الصعب الذي نرزح تحته.
وشدّد البعريني في حديث لـ"النشرة" على "وجوب التمسك بالهدوء والحكمة في هذه المرحلة، لأنه اذا أردنا أن نقول ما في القلب، فان ذلك لن يكون مفيدا للخروج من هذه الأزمة"، وقال:"للأسف كل فريق يلقي بمسؤولية عدم تشكيل الحكومة على الفريق الآخر، وكل طرف يتحدث عن تنازلات لا يمكن أن يفعل المزيد منها، وهو ما يعيق تقدم الأمور ويجعلنا ندور في حلقة مفرغة". وأضاف:"هناك أخطاء ترتكب لكن من الأفضل ألا نتحدث عنها في هذه الفترة، فنحن نتوقع مفاجأة ايجابية قبل مطلع شهر تشرين الأول".
ونبّه البعريني من خطورة الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، لافتا الى أن "سلسلة الرتب والرواتب حمّلت لبنان عبئا رهيبا بغياب المداخيل لتمويلها، فتمت الاستجابة لمطلب عدد من اللبنانيين الذين تم رفع رواتبهم على حساب آخرين معظمهم من الفقراء بعدما تم فرض ضرائب طالت الجميع". وقال:"أصلا كان اللبنانيون يرزحون تحت وضع صعب، وبعد الضرائب الجديدة، وفي ظل الانكماش الاقتصادي المتنامي بات الوضع أصعب بكثير، وهو ما نلمسه يوميا في المرحلة الحالية مع انطلاق العام الدراسي". وأضاف:"العبء كبير على المجتمعات الفقيرة، واذا لم يتم تدارك الأمر سريعا من خلال وضع خطة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية، فقد نكون نتجه لانفجار اجتماعي لا تُحمد عقباه".
واعتبر البعريني أن البعض يحاول تحميل تيار "المستقبل" والحريري مسؤولية الوضع الاقتصادي من خلال ربطه بملف العلاقة مع سوريا، لافتا الى ان "محاولة حشرنا في الزاوية من خلال التصويب على هذا الموضوع لن تنفع"، وقال:"نحن لم نضع المتاريس على الحدود مع سوريا ولسنا عقبة على طريق الانفتاح. المطلوب من العقلاء التعامل بحكمة وقلب واسع مع هذا الملف، والأهم ببعد نظر، والانصراف لوضع آلية محددة لانتشالنا من الأزمة الاقتصادية التي نتخبط فيها".
وأشار البعريني الى أن "العهد يظلم نفسه ويظلمنا معه"، متمنيا عليه "اعادة النظر بتوجهاته بالملف الحكومي وتقديم التضحيات لضمان تقليعة على مستوى تطلعات اللبنانيين". وقال:"ما قدمه تيار المستقبل ورئيسه من تنازلات لم يقدمها أي طرف آخر، والكل يدرك ذلك ويقر به، ولا زال الحريري حتى الساعة متمسكا بالخطاب الوطني الجامع، وهو يعتبر أن ما يحصل من شدّ حبال في الموضوع الحكومي أمر طبيعي باعتبارنا نعيش في منطقة حيث الرمال متحركة". وأضاف:"الأهم أن نوايانا ايجابية وكل ما نسعى ونتطلع اليه هو الخير لهذا البلد وللمواطنين".